أقلام حرة

ﻣﺄﺯﻗﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ

سالم الشمريﺍﺣﻴﺎﻧﺎ.. ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎ ﻓﻀﻴﻌﺎ ﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﺟﺘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .

ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺭﺕ ﺟﻨﺒﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻫﻮ ﻭﻋﻲ ﺍﺗﺴﻢ ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻞ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻔﺎﺩﺣﺔ . ﻭﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﻗﺪ ﻭﻓﺮ ﻗﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﺍﺛﺎﺭﺍ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺍﺧﻄﺮﻫﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ  ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺍﺑﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺮ، ﺑﻮﺻﻒ ﺍﻻﺧﺮ ﺧﺼﻤﺎ ﻓﺘﺎﻛﺎ ﻣﺘﻮﺛﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ،

ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺷﻜﻞ ﻋﻘﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺯﻣﻨﺎ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻯ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻈﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ . ﻓﺄﻥ ﺍﻻﺧﺮ  ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﻻﻳﻌﻮﺩ . ﻓﻬﻢ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ "ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ" ﻭﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺿﺤﻴﺘﻬﻢ "ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺼﺮ" . ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﺗﺒﻘﻰ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﺎﺛﻠﺔ، ﺣﻴﺔ، ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ .. ﻗﺼﺔ ﺗﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺗﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ  ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﻃﺮﻓﺎﻫﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻫﻲ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺤﻴﻞ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﻻﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﺫﺍ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﻫﻨﻴﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﺍﺧﺬﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺤﺘﻞ ﺣﻴﺰﺍ ﻣﺘﻌﺎﻇﻢ ﺍﻻﺗﺴﺎﻉ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ - ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ -  ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺼﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻄﺮﺣﻪ ﻣﻦ ﺗﻼﺯﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ . ﺍﺫ ﺍﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻘﺎﻁ ﻫﻮ ﻗﺪﺭﻱ ﺍﻳﻀﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ  ﺍﻟﺘﺤﻨﻂ ﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺧﺮ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﻛﺎﺋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻣﺮﻳﺐ

في المثقف اليوم