أقلام حرة

ربيع ربيع ام خريف مدمر؟

عبد الصاحب الناصرأتمنى أن يستفيق الضمير الجمعي، وتستفيق الشعوب من غفوتها وتنتبه إلى محنتها لتقف مانعا ضد التدخلات المغرضة، الداخليه والخارجية، تلك التدخلات الفضة المتمرسة المتمكنة، المودلجة والمجهزة بكل الامكانات التي تفتقر لها الشعوب.

ليس هناك أي التباس او عدم وضوح لما تطالب به الشعوب، وسيتضح الأمر لها أنه ليس التدخل الخارجي ملام فقط، بل عندما يستغل سياسيي الداخل لهذا التدخل لصالحهم دون الإحساس بمآسي الجموع الصابرة المظلومة .

ما المفروض من مثقفي الشعوب أن تصنع إذَنْ؟

استغلال الفرصة واحراج من تلونوا بتلك السرعة الفائقة وادعائه الوقوف مع الجموع "كذباً".

يتبجح السياسيون العرب وهم راكبين موجة التظاهرات الشعبية، انهم مع المتظاهرين، وانهم يطالبون بالاصلاح، لكنهم مازالوا يمسكون بزمام آلية التغيير كونهم ديمقراطيين!!، ويتمسكون بالدستور حين لن يتمكن اي مشروع اصلاح الا بموافقة مجالس النواب التشريعية!

ثم الالتزام بالدستور،

والحفاظ على المؤسسات الوطنية،

وهكذا... حسناً.

لماذا لا يقدم المثقفون الديمقراطيون المتخصصون من طبقات الشعب بطرح قوانين الاصلاح الآن، طرحها على العلن للنقاش ويحرجون المتبجحين؟

مثل قانون الانتخابات، لا سنت ليغو، ولا بطيخ. فدول العالم الديمقراطي لها قوانينها التي يمكن الاستفادة منها وطرحها ليحرجوا من يتبجح منهم بأنهم مع مطالب الشعب؟

لماذا لا يقدم المختصون من المتعلمين المتخصصين الوطنين من طرح مشروع قانون النفط والغاز، ومشروع قانون مجلس الاعمار، وقانون المحافظات، وقانون مجلس الخدمة...الخ

وهكذا ليحرجوا أو يكشفوا النوايا الحقيقة للزيف السياسي. كل هذه الامور يجب ان تتوج من خلال استمرار التظاهرات السلميه . وأهم تلك القوانين سن قانون ضد التكتل الطائفي والعرقي، يجب علي مثقفي البلد في الداخل والخارج إن كانوا حقا وطنيين، ان يقوموا بواجباتهم ودعم التظاهرات الشعبية وتوجيهها لأغراضها المشروعة، لا لتدمير البلاد والعباد، وإغراق العراق في فوضى عارمة، والا فإنهم متهمون بالسمسرة السياسية كغيرهم ممن يمسك بزمام الأمور بيديهم.

كفى تلاعباً بمصائر الشعوب من السياسيين والديمقراطيين الطارئين! وممن يتبجحون بمساندة الشعوب ومطاليبهم كذباً وزوراً.

الكل يطالب بتشكيل حكومة الكفاءات او حكومة تكنوقراط، فاذا كان بين الشعب رجال تكنواقراط أكفاء، لماذا إذاً لا يبدؤون بطرح مشاريع الاصلاح كما في أعلاه، وليجبروا، وليحرجوا السياسيين الحاليين بتبنيها وسنها، وإلا هم سيفضحون زيف انفسهم بمواقفهم المنافقة التي يتعاطفون بها كذبا مع مطالب المتظاهرين.

لا توجد أي موانع ان يقوم أي انسان متخصص من طرح قانون للنقاش، ولا توجد قوانين تتطلب الاعجاز او تتطلب الاستيراد من الخارج، فالمتظاهرون يعرفون ما يريدون، والمطلوب فقط هو ان يكتب او يقترح بعض المتخصصين المستقلين بكتابة مسودة تلك القوانين، لكن هناك شرط واحد وحيد هو ان يقف الانسان مع ضميره ومع شعبه، ويترجم مطالب الشعب بمقترح، وكتابة مسودات تلك القوانين (فقط)، وان يتحرر من الحزبية والانتمائية والطائفية والعرقية وان يقدم مطالب الشعب على مطالبه الحزبيه فالشعب اعلى واعم واشمل من اي انتماء حزبي .

يوجد من العراقيين في الخارج ما يتمكنون من إدارة بلدان، فلماذا لا يساهمون الآن بطرح مسودات القوانين كما في اعلاه؟

يطالب بعض الناس البسطاء ومن يحثهم بالخفاء بإسقاط النظام، طيب، وما البديل؟ ومن سيقود البلد بعد إسقاط هذه الحكومة؟ أليست هذه دعوة لترك العراق بلا حكومة، وإغراقه في فوضى عارمة؟ ومن المستفيد في هذه الحالة؟ ومن سيملأ الفراغ لفرض الأمن وتسيير أمور الناس؟ وهل سيبدأ العراق بفرهود جديد كما حصل بعد إسقاط حكم البعث؟

 

عبد الصاحب الناصر

 

في المثقف اليوم