أقلام حرة

قِرَاءَةٌ فِي غَيْبِ أيَّامِنِا القَابِلَةِ للاِشْتِعَالِ

بليغ حمدي اسماعيلما أجمل أن يودع المرء عامه بالكتابة، لاسيما وأن تستحيل الكتابة طيورا هائجة بغير خطى وئيدة، تحترف العبث بغير انتظام وبدون ترتيب، هذا ما أبتغيه في نهاية هذا العام، خطى ربما تكون ساخرة أكثر مما هي ثابتة، لعلها اقتراب العام السادس والأربعين لي من هذا العمر في أبريل المقبل الذي في طريقه المنطقي للرحيل، لذا فالسطور المقبلة ليست سردا اعتياديا كما هو حالي الرتيب المعتاد مع القارئ منذ أعوام بعيدة، لكن هي حصاد بعض تجارب في الحب والعمل والفكر، والإنسانية التي بدت لنا أننا لا نجيد احترافها بعد.

ـ تعددت رغباتنا اللانهائية في العتق، إلا من معرفة اعتدنا اجترارها بمرارة.

ـ التصوف يمنحك ويمنح الزمن فرصة أخرى للنرجسية.

ـ من أعراض الانحطاط أن تبحث عن مدحك في ابتسامات أعدائك.

ـ هل من ثمة أمل في تراجع الأصوليات، حتى أصوليات الحب.

ـ كل الذين لديهم الرغبة في إعادة كتابة التاريخ محترفو التزوير والزيف.

ـ لمن يرغبون في النزوع للاستعلاء بغير هبوط، احتضنوا اللغة والأرض الطيبة.

ـ المرأة، وإن كانت شريرة، وماكرة، فهي قطرات من الرحمة والمحبة.

ـ الرضا، هو المرحلة الأخيرة من رجل شارف على الموت، ولم يمت بعد.

ـ أحاسيس القلب لا تدركها قيم العقل ولا المنطق ولا الفلسفة بكآبتها، إنها الدهشة!

ـ لولا نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس لما استطعنا أن نريح أبناءنا بالنوم.

ـ متى يدرك العلمانيون وأصحاب الحداثة أن ابن رشد هو أحد الراديكاليين الأصوليين؟.

ـ من متطلبات الاجتهاد الديني أن تتحرر من سلطة عقلك أولا، ثم انطلق.

ـ لقد فشلت الفلسفة العربية فشلا أشبه بالفضيحة الجنسية حينما عالجت التنوع الإنساني بعبارات باهتة .

ـ لو كان لي حق الرجم، لرجمت بحور الخليل وعروضه الشعرية، ولسان العرب لابن منظور.

ـ الباء، ذاك الحرف الأبجدي الذي تحول بفعل الحب من رمز إلى طاقة نور وسر يفيض.

ـ أحلم باليوم الذي يجئ على عقل الرجل العربي ليفطن المرأة ليست خريطة أو مساحة من اللحم بحسب .

ـ أنت معنى الكون كله .. عبارة إلى حبيبتي التي لا تدرك أن الحياة مستمرة بدوني.

ـ أحسن الكلام ما كان عن طريق العينين اللتين تفيضان بالوجع .

ـ هؤلاء كاذبون : الذين ادعوا أن البلاغة يمكن أن تصير كيمياء، الحب فقط بلاغة كيميائية.

ـ الصوفي وحده، الذي تخطى سطوة الزمن واللغة والحجاج والجدال إلى نوافذ لا تغلق.

ـ الرجل بعد سن الأربعين يدرك أنه قادر بالفعل على الحب لدرجة الغرام، إن ارتضى أن يكون ملاكًا بصفة مؤقتة.

ـ ماذا لو تم تسجيل حضرة الوجد بين مولانا جلال الدين الرومي وشمس التبريزي؟.

ـ حينما قال الشاعر محمود درويش أنه لم يرغب في الحب سوى البدايات، لم يكن يعرف أن المرأة لا مدى لاقتناصها.

ـ رايتهم بعيني، أولئك الذين يتساقطون لهثا وراء نقود بنكية غير مكترثين بكرامتهم التي للم تكن سوى مفردة معجمية فحسب.

ـ لا أريد من الزهر سوى الياسمين، فوحده قادر على اكتشاف قدرتي على التحليق بغير جناحين إلى أفق يتسع القلب.

ـ الموسيقى، هذه الفتنة التي صدرها لنا المتطرفون، علها الآن أن تشفينا من صخبهم، وهوسنا بالجمال.

ـ صدق مولانا الرومي حينما قال إن امتحان العشق هو الفراق وليس الوصال.

ـ للذين أرهقوا بتصنيف الابتسامات حسب الألوان .. فقط هي ابتسامة قفزت من القلب بغير رجعة.

ـ وفي النهاية ستعلم حقيقة أنك لم تتحمل المجاهدة، فتئن وتتعب وتضج وترتعد، كان عليك أن تعشق.

ـ كذب هؤلاء الذين زعموا أن النساء كلهن سواء، وصدق نزار قباني ساعة ما أخبرنا بأن امرأة واحدة كقبيلة من النساء.

ـ الظل لا يميل أبدً، المائل دومًا هو ما تعتقده يقينًا بعقلك، هو القلب وحده الذي يملك صك المعرفة.

ـ لا تحدثني عن الفضيلة كثيرًا، فقط أريدك أن تمسح دمعة عين سقطت من طفلة لاجئة.

ـ شكرًا للمرأة في حياتي، أمًا، وابنة فقط، فقد منحاني امتدادًا أفقيا لعمري القصير.

ـ عليك أن تكتشف قصور العقل العربي حينما تحدثه عن مظانه عن الأرملة والمطلقة.

ـ يتحدثون كثيرا وقليلا أيضًا عن القهوة، لكنهم لم يدركوا أنهم سبب مرارتها المطلقة .

ـ يحب الرجل ألف مرة بخلاف الأنثى، لأن أمه منحته في صباه وشبابه ديمومة العشق.

ـ المرأة، الوحدة العربية، السوق المشتركة، عودة القصيدة ؛ المفردات الهاربة من أحلامنا.

***

د. بليغ حمدي إسماعيل

 

في المثقف اليوم