أقلام حرة

الأمل المتاح وإرادة النجاح!!

صادق السامرائيعاشت الأمة عقودا إنكسارية إنهزامية إنتكاسية إحباطية تيئيسية، وما أنجزت فيها ما يشير إلى جوهر حقيقتها وكنه إرادتها، وتدور الأعوام وهي غارقة في أوحال التعجيز والشعور بالتجمد والإندراس، وتواردت أجيال إلى حياض وجودها وإنزلقت في ذات الدوامة الإهلاكية الناعورية المواصفات.

وفي العام الجديد الذي يحمل على أكتافه مسيرة عقدين من القرن الحادي والعشرين، علينا أن نتوقف ونشحذ الهمم ونؤجج الإرادات ونضخ الأمل لكي نكون ونتحقق.

الأمل طاقة مطلقة وقوة صيرورة متدفقة، وكل ما يتمنى المرء يدركه، فعلينا أن نحذف "ما" لأنها ما عاد لها وجود في الزمن المعاصر الذي أسقط كلمة مستحيل من معاجمه، ذلك أن أي أمل يمكن تحقيقه بالعمل المتفق وخصائصه، فالذي يريد أن يكون يكون، والذي يسعى يبلغ مسعاه غايته، وتلك قوانين الحياة ومعادلاتها المتوازنة الثابتة البرهان.

وأمم الأرض وشعوبها كانت أحوالها أقسى من أوضاعنا وأشد، لكنها أوقدت مشاعل الآمال وإنطلقت في مسيراتها الإنجازية الإصرارية التي أوصلتها إلى ما بعد الأمل، وحولتها إلى منارات للقوة والإقتدار وعنوانا للنماء والتطور والرقاء.

والأمثلة متعددة كسنغافورا والصين وماليزيا وأندونيسيا والهند والكوريتين، وغيرها الكثير من المجتمعات التي إنطلقت بإرادة ثابتة، وهي ترفع رايات الأمل والرجاء والبناء، فصارت وتسامقت وأوجدت لها حضورا كبيرا بين الدول.

وعليه فأن المجتمعات العربية مطالبة بالتمسك بالأمل والإرادة الراسخة المؤمنة بالكينونة الحضارية الكبرى، التي تمثل حقيقة الأمة وجوهر ما فيها من الأفكار والتطلعات الإنسانية المنيرة.

وإن المجتمعات العربية لقادرة على النهوض الباهي والمشاركة الحضارية المعاصرة، والتفاعل الإختراعي والإبتكاري الأصيل، وسيكون لها دور وأثر في إقامة أركان الحياة الحرة الكريمة العزيزة الزاهية.

فعلينا أن نشمر عن سواعد العزم والإصرار على أن نكون ونتحقق، ونبتعد عن التظلم والتشكي والبكاء، والتلهي بالكلام الرخيص المتقاطع مع روح الأمل والرجاء.

و"مَن رام وصل الشمس حاك خيوطها.....سببا إلى آماله وتعلقا"!!

فلنطلق روح الأمل ونصنع الحياة!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم