أقلام حرة

رمضان بسطاويسي وجماليات الشعر بين الحداثة وما بعد الحداثة

محمود محمد علييسعدني ويشرفني أن أكتب عن الأستاذ الدكتور رمضان بسطاويسي محمد غانم (أستاذ الفلسفة الحديثة وعلم الجمال بقسم الفلسفة بكلية البنات جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية)، فهو عالم وإنسان رائع يسمو فوق كلمات التقريظ والثناء والمديح . وإذا كنت أتحدث عن رمضان بسطاويسي (واستسمحه فهو فوق الألقاب)، فذلك ليقيني أن الإنسان والعالم (الحقيقي) هما نسيج واحد لا تنفصم عراه مطلقاً، وقد جمع بسطاويسي بين الإنسانية والعلم في انسجام وتلقائية وتواضع.

ما أقوله ليس حديث مناسبات، وإنما هو شهادة حق رأيتها رأي العين، ومن الأمانة أن أنوه إليها، وأركز عليها، وإن كان ما أذكره ليس بجديد علي من اقترب من رمضان بسطاويسي، واعتبر نفسي محظوظاً أن اقتربت منه، وحظيت بشرف التعامل معه عن قرب أثناء مجيئه إلينا في رحاب جامعة أسيوط (الزاهرة) وهو يُشرف ويناقش بعض رسائل الماجستير والدكتوراه؛ حيث وجدته قمة في العطاء العلمي والنضج الفكري، فهو بحق أستاذاً مرموقاً ذا عقل وافر، ونظر ثاقب، وعلم غزير، وقدرة عارمة علي الغلبة بالحجاج دون جلبة أو لجاج، وإذا حدثك آنسك، وإذا حدثته أقبل عليك كأنك تعطيه أنت الذي سأئله.

طلبت منه أكثر من مرة ليرسل إلي بسيرته الذاتية كي أكتب عنه، وفي كل مرة يتمنع، وحين ألححت عليه، أخذ يرجوني ويستحلفني بخالقي ألا أكتب عنه، فظننت أن شخصاً ما ألبه علي، وأخبره أن لي غرض، والغرض مرض.. ومرت الأيام، وكأن بدخلي بركان من الغضب تجاهه، إلي أن تصافينا .. فأخبرني أنه يمر بتجربة مثل تجارب الصوفية .. لا يريد شيئاً من الدنيا وعرضها.. ولا يبغي شيئا الشهرة والانتشار... ولكن قلمي يناديني بين الفينة والفينة بأن أكتب عنه ... وإذا كنت كتبت عن كثيرين .. فرمضان بسطاويسي ليس أقل منهم .. وأنا عندما أكتب عن أحد الأعلام لا أبغي شيئاً إلا وجه الله.. فلماذا لا أكتب عن بسطاويسي لأبتغي وجه الله .. ونكون أنا وهو سواء في الأجر والمثوبة .. لذلك أكتب عنه هذا المقال فأقول:

يعد رمضان بسطاويسي واحداً من كبار الأساتذة المصريين في مجال علم الجمال، ورائداً من راود التنوير والعقلانية  الذين دافعوا عن قيم العلم ودور العقل في تحقيق التقدم الإنساني المنشود. أشرف بسطاويسي وناقش العديد من الرسائل العلمية الجامعية، وبشهادة الكثيرين من أهل المعرفة، فقد قدم بسطاويسي خدمة كبيرة للثقافة العربية والمصرية أثناء عضويته للجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة بجمهورية مصر العربية؛ حيث أضفى من روحه النقدية وأفكاره الخلاقة من خلال نقدده الأدبي . يضاف إلي أن له سمعة عريضة في مصر والعالم العربي كسفها علي مدي نصف قرن من الجهد الفكري والدأب والإنتاج الوفير في مجال الفن والجمال التقنية.

ورمضان بسطاويسي من مواليد القاهرة 1955 م، وقد منح درجة الماجستير عن علم الجمال لدي جورج لوكاتش 1984، ثم حصل علي الدكتوراه عن الفن والحضارة في فلسفة هيجل الجمالية 1987 تحت إشراف الدكتورة أميرة حلمي مطر، وهو الآن أستاذا متفرغا بقسم الفلسفة بكلية البنات جامعة عين شمس .

ولا نشك في أن رمضان بسطاويسي ذو شخصية بارزة في فكرنا العري المعاصر، سواء في تميز الإنتاج، أو غناه، أو وفرته، وله جولات إبداعية جديدة مثمرة في مجال نشر الفكر الجمالي والفلسفي؛ حيث كانت له مؤلفات كثيرة، نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر: علم الجمال لدي جورج لوكاتش 1990، وعلم الجمال لدي مدرسة فرانكفورت ادورنو نموذجا 1993، والخطاب الثقافي للإبداع 1998، وآفاق النص الابداعي في عصر المعلومات 2000، والابداع والحرية 2002، والجمال 2005، وفلسفة هيجل الجمالية، ومفهوم الجنون في الفكر العربي، وفلسفة الصمت، واستطيقا اللون، ومدخل لتحليل النصوص.

علاوة علي أن له الكثير من المراجعات والتحقيقات والترجمات العديدة من الكتب منها نذكر منها كذلك علي سبيل المثال لا الحصر: فكرة الاضمحلال في التاريخ الغربي، والطفولة في السيرة الذاتية العربية، و كتاب النقد الثقافية مشاركة في الترجمة، وتحقيق كتاب عبدالوهاب الشعراني " الأنوار القدسية في آداب العبودية.

وهنا نلاحظ أن هذا النتاج اتسم بالتنوع والإبداع في دراسة الفن والجمال ومتابعة مستجدات الأدب والشعر المعاصر والسعي إلي استثمار ذلك بروح الاستيعاب والنقد والتساؤل علي نحو أثري الحركة النقدية العربية بالعديد من الإضافات الهامة، وبخاصة في مجالي الفن والإبداع الأدبي، لأنه قدم كثيرا من الترجمات مثل: مقدمة في الأدب العربي لروجر الن (صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة)، وآفاق الفلسفة في القرن الحادي والعشرين (صدر عن سلسلة عالم المعرفة في الكويت).

ودعني هنا عزيزي القارئ أن استشهد بما قاله سعادة الدكتور بدر الدين مصطفي في مقاله المنشور بمجلة أوراق فلسفية بعنوان:" الفن والجمال والتقنية عند رمضان بسطاويسي": تنوعت الدراسات الجمالية للدكتور رمضان بسطاويسي بصورة تعكس اهتماماً كبيراً بموضوعات شتى بعضها على علاقة مباشرة بالموضوعات التقليدية أو الكلاسيكية في علم الجمال، مثل علم الجمال عند جورج لوكاتش (1991 ) والفن والحضارة في فلسفة هيجل (1998 )، وبعضها الآخر، وهو ما يمثل الأغلبية من تلك الأعمال، على علاقة بموضوعات مرتبطة بالنقد الأدبي والثقافي المتأثر بالمناهج النقدية الحديثة والمفاهيم التي قدمها بعض من فلاسفة مدرسة فرنكفورت ونقادها... والتجربة الفلسفية التي قدمها رمضان بسطاويسي تجربة متنوعة، غنية خصبة تحتاج الكثير من البحث والدرس والتحليل لعمقها وتحولاتها من النقدية التواصلية لمدرسة فرنكفورت إلي استطيقا جمالية إلي روحية اقرب إلي الصوفية الجمالية.  ورمضان بسطاويسي أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس عرف فيلسوفاً وناقدا أدبياً على ً مستوى رفيع. شغل منذ تخرجه بالدراسات الاستطبقية" .

ومن ناحية أخري لكي نفهم العديد من الأفكار الفلسفية لرمضان بسطاويسي، فلابد أن نضع في اعتبارنا أنه لم يكن مقتصراً على تخصصه الدقيق كأستاذ للفلسفة الحديثة والمعاصرة، يلقي محاضراته على الطلاب في العديد من الجامعات العربية، بل إنه يمثّل خير تمثيل دور المثقف، وذلك حين اهتم بالمشكلات الجمالية في المجتمعات العربية والمجتمعات الغربية .

ولا بد أن نذكر أنه توجد مفاتيح كثيرة وعديدة لفهم أفكاره الفلسفية في مجال التسامح والفن والتقنية، من بينها غزارة اطلاعه، وأيضاً الحس النقدي العقلاني الذي نجده ليس في مؤلفاته فحسب، بل في دراساته المتعمقة في أول كل كتاب قام بتأليفه، بالإضافة إلى نظرته للفلسفة من خلال أبعادها السياسية والاجتماعية والإصلاحية، وأيضاً إيمانه بالتنوير العقلي.

وإذا كان المفكر لا ينشأ من فراغ، بل يكون متأثرا بالسابقين، وتكون وظيفته وصل ما انقطع، وليس فصل ما اتصل كما علمني أستاذي عاطف العراقي (رحمه الله)، وذلك كما يفعل الطبيب، فلابد إذاً أن نذكر بأن بسطاويسي ـ رغم الاختلاف ـ كان متأثراً خلال دراسته بقسم الفلسفة، بالعديد من الأساتذة الذين تلقى العلم على أيديهم، ومن بينهم على وجه الخصوص، مفكرنا فؤاد زكريا والذي رحل عن دنيانا منذ أواخر القرن المنصرم.

ليسمح لي عزيزي القاري أن أدرس في هذا المقال موقف بسطاويسي من جماليات الشعر بين الحداثة وما بعد الحداثة؛ حيث له بصمات واضحة في هذا الشأن، يقول بسطاويسي: حين يقدم الشاعر المعاصر نصه الشعري الجديد، يتساءل القراء عن القيم الجمالية التي يبني الشاعر علي أساسها نصه، لأنها تحدث نوعاً من الصدمة لدي الناقد والقارئ، نتيجة لاستناد كل منهما إلي " صورة ما " عن" الشعر " أو عن " الكتابة"؛ وعن الفن بشكل عام، وهذه الصدمة الجمالية تحدث نتيجة للانتقال من القيم الجمالية السائدة إلي قيم جمالية مختلفة عنها، وهذه القيم هي تعبير الفنان عن احساسه بروح عصره، وتعكس موقفه من قضاياه، ومهما كانت القيم الجمالية التي تنتهي للحداثة أو ما بعدها، فإن القيم الجمالية تكاد تكون مضادة للقيم الجمالية التقليدية التي سادت التاريخ الأدبي والشعري فترات طويلة.

ولكي يحلل بسطاويسي القيم الجمالية المرتبطة بالحداثة وما بعد الحداثة، يقدم لنا إشارتين مهمتين هما: الأولي وهي أن التحليل الجمالي لا يسعي إلي فرض قواعد علي الشعراء في كتابة أعمالهم الأدبية، وإنما هذا التحليل لفعل الإبداع الشعري كما هو، كيف عبر التاريخ الثقافي للشاعر عن نفسه من خلال نصه، دون أن يأخذ هذا التحليل علي عاتقه صياغة شروط ما للإنتاج الفني، وهذا يعني أن القيم الجمالية هي سمات تستخرج من استقراء الأعمال الشعرية وتحليلها؛ ولا سيما تلك التي يغلب عليها نمط معين من التقنية التشكيلية، ولا بد أن نوضح أن القيم الجمالية كمفهوم نقدي هي قيم عامة تنطبق علي الفنون كلها، بينما العناصر التشكيلية هي تجسيد لهذه القيم الجمالية من خلال وسيط جمالي معين – مثل اللون والكلمة والكتلة والفراغ – الذي يصيغ الفنان خلاله عمله الفني، ولذلك تتباين صورة العناصر التشكيلية وتختلف من فن لآخر، فمثلاً القيم الجمالية التقليدية مثل التناسب والتوازن والانسجام والإيقاع تتجسد بشكل معين مرتبط بالأداة الوسيطة في الشعر، وتظهر هذه القيم بشكل مختلف في الموسيقي والفن التشكيلي والعمارة، حسب طبيعة الإيقاع البصري أو السمعي لهذه الفنون .

وثانيهما كما يقول بسطاويسي أن هناك كتابات عربية كثيرة عن ما بعد الحداثة، وجل هذه الكتابات انصرفت إلي تقديم هذه الاتجاهات الجديدة بوصفها أفقاً معيارياً للشعر لدينا، والبعض الآخر انصرف جهده إلي تعريف هذه الاتجاهات الفكرية، دون محاولة الحديث عن القيم الجمالية المرتبطة بهذه الاتجاهات، وقل من يشير إلي أن الحداثة وما بعد الحداثة هي توصيف لمرحلة تاريخية في الفكر الجمالي الغربي، وليست تنطوي علي أية رؤية معيارية، وبالتالي ليست وسيلة للحكم علي النصوص الشعرية المعاصرة، سنجد أن المادة الوسيطة في الشعر قد تغيرت من الاستخدام المجرد للغة، إلي استخدام اللغة بوصفها طاقة حروفية، وصوتية، وتشكيل بصري لشكل الحرف والقصيدة، فالوسيط البسيط وهو اللغة، تحول إلي وسيط جمالي مركب، لا يعتمد علي اللغة في جانب واحد، وإنما ينطر للغة بوصفها قيمة تشكيلية وبصرية وسمعية، وهذا ما نجده قد تردد في الآونة الأخيرة عند الحديث عن القصيدة البصرية، التي يتغير فيها شكل الحرف والطباعة وترتيب الكلمات في السطر والصفحة علي نحو جعل اللغة في النص الشعري ليست أداة للتوصيل الدلالي فحسب، وإنما بناء التجربة الشعرية من خلال هذه المستويات المختلفة، فظهر الديوان " السموع" إلي جانب الديوان المطبوع وظهر " الديوان اللوحة" إلي جانب الديوان المألوف الذي يطالعه القارئ.

وهذا التغير في استخدام الوسيط الجمالي كما يري بسطاويسي، جعل الشاعر يتميز بجسارة في استخدام لغته الجديدة في أشكالها وصورها السيميوطيقية، مع استيعاب لجوانب أنطولوجية وسحرية وطقوسية في اللغة التي يستخدمها الشاعر.

ثم يؤكد بسطاويسي علي نقطة هامة وهي أن الحداثة هبي مرحلة جمالية في تاريخ الفن والشعر المعاصر، دون أن نطلق عليها أياً من "أحكام القيمة"، ويود المرء لو يتحرر النقد من " أحكام القيمة"  التي تعني مركزية ذات الناقد والتمحور حولها في رؤية أي نص، والاستناد إلي أي نظرة للعالم، وممارسة لسلطة من نوع خاص علي الشعراء .

وبعد أن استقرت الحداثة بدأت كما يقول بسطاويسي بدأت تظهر مرحلة جديدة وهي مرحلة ما بعد الحداثة التي تعود  لتقديس المكان، ويمكن بالطبع تصور " ما بعد الحداثة" علي أنها مرحلة أكثر تقدماً من الحداثة، رغم أنها تتضمن جوانب في العودة للقديم، فيعض المدافعين عن " ما بعد الحداثة" يرون لأن الحداثة كانت قضية تسعي لاستعمار الحياة وفق منظور سلطة ما، وهي نزعة ذكورية متمركزة ذاتياً، وقد حدثت مواجهة بين "الحداثة" و " ما بعد الحداثة" كما يري بسطاويسي، وذلك من خلال مواجهة بين فيلسوفين، أحدهما يدافع عن الحداثة كمشروع غربي لم يكتمل بعد، وهو الفيلسوف الألماني يورجين عابرماس، والآخر يدافع عن " ما بعد الحداثة"  وهو جان فرانسوا ليوتارد، والذي يعتبر كتابع ظرف  ما بعد الحداثة وثيقة جماعية " ما بعد الحداثة" أو " ما بعد البنيويين "، ويقدم ليوتارد حجته بقوله: إنه يمكن ملاحظة نوع من التدهور في الثقة التي وضعها القرنان الماضيان في فكرة التقدم، وهو يقول في عبارة ذات دلالة: إن هناك نوع من الأسي في روح العصر، ذلك لن تطور التكنولوجيا والمعرفة، لم يؤديا إلي تحقيق مزيد من الحرية للبشرية، وإنما جلب التعاسة نتيجة لاستخدام التكنولوجيا في الحرب والدمار .

إن التعارض بين "الحداثة" و"ما بعد الحداثة" هو في بسطاويسي تعارض بين اتجاهين داخل ثقافة الغرب، وعندما نقارن بينهما، فإننا لا نقارن بين اتجاهين مختلفين ولكن كل منهما يكمل الآخر من خلال التعارض معه، فلو كانت " الحداثة" هي الرؤية الجديدة أو الجذرية للعصر الحالي، فإن " ما بعد الحداثة"  هي حركة احتجاج لاتجاهات كثيرة لا يؤلف ما بينها مطمح ذاتي واحد، أو إجماع جمالي . والتصور التبسيطي، أو تصور " ما بعد الحداثة"  للحداثة كما يقول بسطاويسي علي أنها جبل منيع للنخبة، انطلق الفن ليرقاه في بداية هذا القرن، وقمة هذا الجبال تحتلها أعمال الفن الأسطورية، ففي فن العمارة، وعو الفن الرئيسي الذي يجسد مرحلة " ما بعد الحداثة" ، يرمز لها بالبرج العاجي للمعماري ميس ده رو، وفي الموسيقي هي الصمت الأوركسترالي لجون كيج، وفي الفن التشكيلي هي المربع الأبيض علي للوح الأبيض،ويزداد ابتعاد فناني الحداثة عن مطامح الإنسان العادي، إن فن الحداثة ليس الإيمان بالتقدم، لكن الإيمان بالقدرة الإنسانية علي التحسن والإنجاز، وقد كان برنامجها أن تجعل العالم مكانا أفضل، لقد كان ميلادها استجابة متفائلة ونقداً لممارسات الإنسان القديمة .

ويختم رمضان بسطاويسي حديثة عن جماليات الشعر بين الحداثة وما بعد الحداثة فيقول إذا كانت ثقافة الحداثة تعبر عن نفسها في الأعمال الشعرية التي تتميزز بالتغيير، فإن ثقافة " ما بعد الحداثة" تشتمل علي كل من التفكيك والصمت أو الثقافة الشعبية، واللامفارقة واستحالة التحديد.

تحية طيبة للمفكر المبدع الدكتور رمضان بسطاويسي الذي كان وما زال يمثل لنا نموذجا فذا للمفكر الموسوعي الذي يعرف كيف يتعامل مع العالم المحيط به ويسايره في تطوره، وهذا النموذج هو ما نفتقده بشدة في هذه الأيام التي يحاول الكثيرون فيها أن يثبتوا إخلاصهم لوطنهم بالانغلاق والتزمت وكراهية الحياة، وإغماض العين عن كل ما في العالم من تنوع وتعدد وثراء.

وتحيةً أخري لرجلٍ لم تستهوه السلطة، ولم يجذبه النفوذ ولكنه آثر أن يكون صدى أميناً لضمير وطنى يقظ وشعور إنساني رفيع وسوف يبقى نموذجاً لمن يريد أن يدخل التاريخ من بوابة واسعة متفرداً.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم