أقلام حرة

أعداء الأمل والحياة!!

صادق السامرائيالنخب اليائسة تحارب الأمل والحياة، فالذي يسود في نتاجها، أن ما تكتبه يمثل نواحيات ولطميات وذرف دموع وحسرات.

فالمقالة والقصة والخطابات وما تخطه الأقلام من صنوف الإبداع الأخرى سلبية تثبيطية حانقة، ويقول كتابها بأنهم خبراء ومتخصصون وأصحاب تجارب، وينطقون باليائس البائس البالس الدامع الحزين.

وهذا ربما يمكن تفسيره أما لأن الأقلام تكتب لتتكسب من جهات تستثمر في اليأس، أو أنها مُصابة بالكآبة ورؤيتها محاصرة بالسواد والظلام وتأبى التفاعل مع النور ولا ترغب بالحياة.

إن الأمم والشعوب عندما تصعب أيامها وتتنامى ويلاتها لا تستكين وتتباكى على أحوالها، ولا تجالس الملامة والندامة، ولا تجتهد بإيجاد المعاذير والتبريرات ، لتحرر نفسها من المسؤولية والجد والإجتهاد.

الأمم والشعوب تتحدى، وتستحضر قدراتها وتؤجج طاقاتها وترسم مساراتها، وتضع خارطة صيرورة أقوى وأكمل تتحقق فيها وتمنع إنكساراتها.

والأمم لا تكتب بمداد اليأس والنواح واللطم على الغاديات، إنها تكتب بمداد أكون، وتفاعل عقولها للوصول إلى كيفيات الإنطلاق والإنبعاث من جديد.

ويكون لنخبها دورها الوثاب في إستنهاض المشاعر الإيجابية وتعزيز الإرادة الطامحة بثقة كبيرة وتفاؤل مديد.

فالنخب تقود الأمل وترفع رايات الحياة وتصدّح بأبجديات الكينونة المشرقة والصيرورة الباهية لأممها وشعوبها.

وما يسود في واقعنا أن النخب تنتحب وتبدع بإنتاج البكائيات على السطور وفوق المنابر، وتريد الناس أن يلطموا ويتلاطموا ويستلطفوا الوجيع والإنكسار والإندحار.

أيها النخب، إستفيقي من وعثاء القنوط واليأس المقيت، وإنطلقي إلى آفاق مجدٍ أكيد، وإن الشعب عندما يريد تورق إرادته وتتحقق أهدافه!!

فهل أن النخب داءٌ أم دواء؟!!

 

د. صادق السامرائي

16\1\2020

 

في المثقف اليوم