أقلام حرة

الأجيال الصاعدة تلد ذاتها الواعدة!!

صادق السامرائينهر الحياة الدفاق يكنز الطاقات والقدرات اللازمة لصناعة الحياة الأبهى والأفضل، وكلما تواصل جريانه تفتقت أمواجه عمّا هو جديد ومتوافق مع مقتضيات المكان والزمان، ووفقا لإرادة الدوران الفاعلة في الموجودات.

وواقع مجتمعاتنا يشير بوضوح إلى أن قدرات الأجيال المعاصرة ذات توثبات حضارية متوائمة مع جوهر الأمة، وما تحتويه من كينونات ذات تطلعات مطلقة ومؤثرة في مسيرات التفاعل الخلقي فوق التراب، وهي وإن نامت أو هجعت لبضعة قرون فأنها قد توطنها نداء أكون، وتخمّر في دنياها وتعتق وبلغ ذروة القدرة التعبيرية عن محتواها وجوهر مُناه.

ويبدو أن القرن الحالي هو الأوان المناسب لتبرعم وإنبثاق الطاقات الحضارية الكامنة في مجتمعاتنا، والتي توفّرَ لها جيل بحجمها ومتفاعل معها برؤية مِقدامة، وإرادة عزومة واثقة صادقة مؤمنة بأنها ستكون وتتجسد وتتفتح صيروراتها الخلاقة في ميادين الحياة المتنوعة.

وشباب الأمة المتحفز الثائر الكانز للطاقات والراعي للتطلعات على أهبة الجد والإجتهاد، والعمل المثابر لصناعة فجر المسيرة الجديدة المتوهجة بالأفكار والقدرات العملية، اللازمة لصناعة حاضر مشرق ومستقبل منوّر بالإنطلاقات الأصيلة المعبّرة عن ذات الأمة ومعانيها الإنسانية السامية.

وهذا يعني أن الغد سيكون أفضل، والحاضر مشحونا بالصراعات اللازمة للولادة الحضارية العظيمة، الكفيلة بالوصول إلى منتهى الوعي الإدراكي والتفاعل الإبداعي مع معطيات الأكوان، المتأهبة لتأكيد رسائلها الإبتكارية المجسدة لكنه العلم وجوهر الفكرة.

ويعني أيضا، أن الأجيال المعاصرة تختصر إرادة الأجيال التي مضت وتكثّفها، وتمنحها طاقات تؤهلها للتحقق والتفتح والإنبثاق المتسامق الفتان، فهي قد جمعت خلاصة ما توصلت إليه العقول البشرية من قدرات تفعيل الأفكار وتخليقها وتحويلها إلى موجودات مادية فاعلة فوق التراب.

وبهذا تكون أهليتها فائقة للأخذ بأفكار الأجيال وتصنيعها في مختبرات أكون، التي تعمل بدأب وإنطلاق نحو غدها المضيئ بالعطاء الوهاج، السبّاق نحو آفاق إنتقالات نوعية في حياة البشرية، فما في أعماق الأجيال كنوز مطمورة تحت أكداس الإضطرابات والتداعيات والإنكسارات التي تؤجلها ولا تنهيها.

فعلينا أن نتفاءل ونكون من الصادقين مع أنفسنا وأجيالنا المعاصرة، التي تحمل رايات هويتنا ومعاني وجودنا ورايات ما فينا من التطلعات المنوّرة بأضواء السماء الروحية والفكرية والأخلاقية.

وإن القادم أجمل!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم