أقلام حرة
الحيادية الإعلامية بين الشك والمصداقية
كثيراً مانسمع عن ان تلك الصحيفة او تلك القناة التلفزيونية او ذلك المنبر الإعلامي حيادي في نقل الحدث او الخبر او أي من الوقائع الإخبارية ولكن هل الحيادية شيء حقيقي ام هو ليس سوى وهم لإسكات العقول؟ نحن نعلم ان لكل منا فكر معين ومنهاج نتبعه وفق ما نؤمن به وما تعلمناه او ما اكتسبناه في خبراتنا اليومية ، فمهما يكن لا يمكن ان نتغير بسهولة لمجرد حدث عابر او صدمة بسيطة هذا من جانب وان حاولنا الحيادية لابد ان يكون هناك موقف بغض النظر عن الآراء المطروحة فمثلاً ربما هناك فرد معين مقتنع ومنحاز الى متابعة صحيفة معينه او قناة تلفزيونية وهو على يقين انها حيادية بنقل الاخبار والاحداث ، ونجد فرداً اخر يتابع صحيفة مغايرة لتلك التي يجدها غيره انها غير حيادية وتنقل الاخبار بشكل منحاز لطرف او جهة معينة . ممكن تعرف الحيادية على انها عدم تحيز لجهة اوطرف او ميول ذاتي او حتى انتماء طائفي او عرقي او عنصري .. لنفسر كل على حده فهل نجد الحيادي في كل مماسبق مثلاً حيادية الطوائف ماهي إلا وهم فكل من ينتمي الى طائفة سينصر طائفته كوان كان بفعل او بشعور اذا لا حيادية في الطوائف وكذلك الحال مع بقية المفردات .. اما من الناحية السياسية فليس هناك مايعرف بالحيادية السياسية فمن خلال تعريف الحيادية السياسية على انها عدم التدخل او الانحياز بالنسبة للأطراف المتنازعة هذا لا يعني انها منحازة انها فقط تبحث عن مصالحها بغض النظر عن الموقف المتبع في حل النزاعات هي تبحث عن مصلحتها في ذلك الموقف وان حاولت توضيح العكس . التحيز يعتبر عكس الحيادية من وجهة نظر الافراد ولكن الحقيقة ان الانسان لابد ان يميل الى منطق اوفكرة معتنقة من قبله سابقاً سواء بالفكر او بالعمل .مما سبق فان الحيادية الإعلامية وان حاولنا ان نقترب منها لكن في حقيقة الامر لا وجود لها ..
الكاتبة: سراب سعدي