أقلام حرة

زمن النهوض المطلق!!

صادق السامرائيالزمن المعاصر زمنٌ مطلق الإتجاهات، لا محدود الطاقات، ألغى اللاممكن، وأردى المستحيلا، فمحاه من معاجم اللغات.

الزمن المعاصر هو زمن أكون، بالجد والإجتهاد والعمل الواثق العزوم.

وطبيعته الأصيلة الفريدة التي لم تعهدها القرون، واضحة وملموسة تُرعِبُ القوى، التي هيمنت على البشرية بتناوب وغطرسة وإمتهان.

فاليوم جميع الشعوب تستطيع أن تكون، عندما تريد أن تكون!!

ولا يمنعها من التكوّن والنماء والرقاء والإنطلاق إلا هي بنفسها، فالمصدات والعثرات والمعوقات الخارجية لا تصمد أمام إرادة أكون المعاصرة.

هذا واقع القرن الحادي والعشرين المتطلع إلى ما وراء الخيال، وبسرعة إبداعية وإنتاجية فائقة تعادل آلاف القرون، فاليوم الواحد فيه يضاهي ما أضافه قرن في سابق الأزمان وربما أضعاف ذلك.

مما يعني أن الأمم مهما توهمت بأنها متأخرة، فأنها قادرة على التقدم بسرعة، ولديها الإمكانية على تجسيد إرادتها في بضعة سنوات، خصوصا عندما تمنح شبابها الواعد الفرصة اللازمة للتكون والنبوغ والبزوع، فالأمم يصنعها الأفراد، وكل أمة حبلى بالأفذاذ وأنّ الرحم ولود.

وأمة العرب فيها من الطاقات والقدرات الكفيلة بكينونتها الأصيلة المتسارعة المتواصلة، فهي تكنز عناصر حضارية فريدة قادرة على التفتح والتبرعم والنماء، بتوفير البيئة الصالحة لتجذرها وإنطلاقها نحو غدها المشرق الوضاء.

والذين يقولون أن الأمة لن تكون يجهلون آليات العصر الذي نعيشه، ويندحرون في متاهات اليأس والقنوط، ويعبّرون عن ضعف إرادتهم وسوداوية رؤيتهم، وتمحّنهم بأوحال الواهيات، وأكثرهم من ضحايا البرمجات النفسية والسلوكية التي تسوّغ وتعزز الإنكسارات والإنهيارات، وتسويق مشاعر الإنهزامية وإستلطاف الظللم والقهر والخسران، وكأنها القدر المحتوم.

والعصرُ يقول لهم بوضوح أنتم الخائبون وأنتم لفي خُسر، وأن الشباب الطالع إلى مجد ذاته ومروج إرادته لفي نصرٍ عظيم.

فاعصروا طاقات وجودكم واستخلصوا منها سلاّف نكون!!

"وجاء عصرٌ سار فيه الإله"!!

 

د. صادق السامرائي

17\1\2020

 

في المثقف اليوم