أقلام حرة

صادق السامرائي: الإبداع والإبداع!!

يصعب تعريف الإبداع لسريانه الشديد وتواكب النظريات المتصلة به، والتي تحاول إثبات أنها على صواب، وكل نظرية ربما تنسف التي سبقتها لتظفر بما تراه مصيب.

فالإبداع ناجم عن عدة عوامل تتفاعل فيما بينها بمعادلات إدراكية وعيوية في بوادق الخيال، التي تغلي على جمرات الأجيج الدافع نحو غاية أو مرام.

فالإبداع ديناميكية متحركة لا تعرف السكون، ومن يريد تعريفه كأنه يطارد موجة في نهر يجري بعنفوان يسابق دوران الأرض.

ويرى البعض أن الإبداع يتألف من ثلاثة محاور هي الإعمال والمحتوى والإنتاج، والإعمال أي التفاعل ما بين العناصر المنسكبة في قارورة الإبداع التي تغلي، فتصنع مركباتها وتحرك عناصرها وتواشجها.

والإعمال إنفراجي التوجهات ومطلق الغايات، فلا يُعرف له حدود أو أسوار تحيطه، فهو إندلاق على أديم الرؤى والتصورات.

والبعض يقترب من الإبداع على أنه حالة تتجمع فيها الأفكار، ولا يكون فكرة لوحدها، ويمكن القول أن الإبداع ناجم عن قابلية المبدع على الإحساس بالمشكلة التي يواجهها أو يتصدى لها، وإمتلاكه سيل متواصل من الأفكار، وقدرة على شدها لبعضها والتعبير عنها بالكلمات.

كما أنه يكون مطاوعا ومتكيفا مع التغيرات الحاصلة في فضائه.

ولكي يبدع الشخص عليه أن يمتلك دافعا قويا لما يتفاعل معه، فيستطيع إستيعاب المشكلة وفهمها قبل التصدي الإبداعي لها.

والإبداع في مفهومه المعاصر تعبير عن تغيير واقع الحال، وليس تعبيرا عن واقع الحال، لأن الصورة الفوتوغرافية هي التي تعبّر عن واقع الحال وليس الإبداع.

فهل نبدع لنغير أم نتغير لنبدع؟!!

وهل أن الإبداع هرولة على أديم رمضاء؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم