تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: الغباء قائدنا!!

غباء: عدم الفطنة، بلادة، جهل، غفلة.

ليس المقصود معامل الذكاء ودرجاته، فالمقياس الذي بني عليه التعريف، هو خواتم الأمور، فنهاية الحالات تحدد درجة الغباء الفاعلة فيها، وهذا ينطبق على الأفراد والجماعات، والدول والأمم والإمبراطوريات.

فالغباء آفة تنخر جوهر الموجود وتسقطه أرضا ليكون طعما للتراب.

دول الأمة أبتليت بقادة أغبياء، منذ بداية القرن العشرين، ولا يُستثنى أحد مهما توهمنا، وركبنا صهوة العناد والكبرياء الفارغ، فما آلت إليه دولنا كان بسبب قياداتها،  التي أكدت سلوك الغباء، ففعل بوجود الأمة ما فعل.

أكثرهم بلا مهارة قيادية، ولا حكمة وتبصر، ونظرهم قصير، ويفتقدون قدرات رؤية مآلات الأمور وتداعيات ما يقررون، ومن السهل إيقاعهم في المطبات والحفر، ليتم سحقهم ودفنهم وإيصالهم إلى سوء المصير، كأنهم لم يكونوا كما كانوا قبل حين.

أنظروا نهاياتهم وبموجبها قرروا مستويات غباوتهمم، وعجزهم على التفاعل الواعي مع عناصر ومفردات  دولهم، التي أوجدتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وتقاسمتها على أنها فرائسها وغنائمها الحلوب.

خذوا أي دولة وستكتشفون قوة الأفعال الغبية، التي أفرغتها من طاقات وجودها العزيز، خدعونا بقادة كثر وعندما سقطت الأقنعة تبين المستور.

والعلة أن كل أمة تلعن أختها، فتجد دولنا في دوامات متماحقة من تغيير الأنظمة، وما هي إلا تسلطات فئات على أوطان يتحقق إفتراسها بنهب ثرواتها من قبل أبنائها المغفلين، وبهم يدوم الإستعمار وتتوارد الأرباح إلى ديار الطامعين.

فمسيرة قرن أو يزيد، تؤكد مآلات الأموال في دول الأمة، فما دامت مستعمَرة ومخنعة بأنظمة حكم  مسوّقة، بأساليب متطورة للضحك على الأجيال ومصادرة مصيرها، فلن تقدم شيئا ولن يعم الإستقرار والأمان والرفاه.

فالقوى الطامعة تشجع الفاسدين والعدوانيين والمجرمين، وصارت تستعمل الدين للقضاء على الدين وأهله، فما أسهل شق الأمة وشرذمتها بإسم الدين، فكل دجال يقول أنا صاحب الدين القويم وغيري من الكافرين، وكل يعتصم بأمارة السوء التي فيه!!

فهل من فعل ذكاء مبين؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم