تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: هل توجد نخب؟!!

النخبة: المختارون من المجتمع الذين لهم مؤهلات معينة، وهم المثقفون والمفكرون والمبدعون بأنواعهم، وسيقول القارئ ما أكثرهم، والسؤال مَن يقرأهم؟

فالأمة لا تقرأ ما يكتبون، لأنهم يحلقون في عوالمهم الآيديولوجية، وتصوراتهم المنسوخة من بلاد الآخرين.

فالمفكر لا يفكر، بل يتمسك بنظرية أجنبية ويمضي على هديها، لتسويغ ما يدور في الواقع أو يبحث في المجتمع عما يؤكدها.

ولهذا لا تجد في كتابات ومشاريع المفكرين ما ينفع عمليا لبناء الأجيال، وإطلاق ما فيها من القدرات الحضارية.

ولهذا أيضا تعددت المشاريع والنتيجة واحدة، فما حققت الأحزاب شعاراتها وأهدافها، ولا المنطلقات النظرية بأنواعها ما دعت إليه، بل إنتهت إلى عكس ما أرادت، فالدعوات الوحدوية والقومية والإشتراكية وصلت إلى ما هو واضح للعيان.

إن سبب إهمال الأجيال لنخبها يكمن في إمعانها بعزلتها عن نهر الحياة، وتحليقها في آفاق التصورات والرؤى الخيالية، المجردة من قدرات الفعل المتواصل مع إيقاع إرادة الأجيال.

فما قيمة ما كتبه المفكرون والمثقفون العرب على مدى القرن العشرين؟

ما هي حصيلة جهودهم ومناظراتهم وطروحاتهم؟

كل ما أنجزوه كتب بالعشرات والمئات مركونة في ظلمات الرفوف والمخازن، وما عادت ذات صلة بالحياة.

وتعيد الأمة ذات الكرّة في القرن الحادي والعشرين، وكأنها لا تريد الخروج من مستنقع الويلات والأنين، ولا تزال في إستسلامية مروعة ومنشغلة بالغابرات، ومتمترسة بما تسميه دينا بعد أن أضاعت جوهر الدين، وبه تقتل آلاف المنتمين للدين، بدم بارد وبلا إحساس بالإثم والإجرام، وكأن الجريمة دين!!

وإن قتلَ الأجنبي شخصا من أهل الدين، غضبت وتذكرت بأنها أمة دين!!

فهل إستطاعت النخب أن ترسم خارطة طريق مبين؟

وما دام الجهل متربعا في الكراسي، فلا تحدثونا عن نخب الأمة!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم