أقلام حرة

التفاؤلية وإرادة الحياة!!

صادق السامرائيالأمة تتشوف للكتابات والخطابات التفاؤلية العزومة الملهمة المحفزة للطاقات والقدرات، فقد أتعبها أبناؤها على مدى أكثر من قرن بكتاباتهم اليأساوية الخيباوية، التي تسوّغ الإنكسار والإنتكاس والشعور بالضعف والمذلة والهوان.

فأبناء الأمة يلطمون بأقلامهم ويشتكون ويتلاومون ويتقاهرون فيُقهرون، فتراهم بمداد البؤس والشقاء يكتبون، وبأفكار الهزيمة يحللون ويُنظّرون، مما أسهموا بتنمية مشاعر القنوط والجمود والتحنط في قوالب صامتة.

فالأمة بحاجة للذين يتوثبون، وبالعزيمة يتمسكون، وللمستقبل بثقة يعملون، ويؤمنون بأن الأمة تكون، وفيها ما يؤهلها للإنطلاق إلى أمدٍ رائع بديع، تتواصل فيه مع الدنيا بقدراتها المعاصرة الواعدة.

هذا التوجه يستدعي مجاهدة ذاتية، ومجالدة فكرية وعقلية ونفسية، للحروج من قوقعة الذل والإمتهان، والأمر ليس عسيرا، بل ممكن، فلدى الأمة العناصر الحضارية الكفيلة بإنجازه والمضي به إلى حيث تريد.

والثورات التي إنبثقت في قلب الأمة لم تصب أوكلها، لغياب القدرات الهمّامة والأفكار النوّارة القادرة على تشكيل رؤية حضارية مشرقة، تلهم الأجيال وتمدها بطاقات التفاعل الإيجابي المتمسك بمسارات الكينونة الأصيلة الواثقة.

وتقع المسؤولية على المفكرين والكتاب والمثقفين، الذين يستوجب عليهم إعادة النظر بأنفسهم، وما يكتبون وكيف يفكرون، ولماذا يكتبون، وما هي غاياتهم ومراميهم، وما يتطلعون إليه من أهداف، وكيف تتحول رؤاهم إلى حالات ذات قيمة إنجازية فوق التراب.

إن إنغماس عقول الأمة بما لايجدي نفعا، وبما يزيدها إستنقاعا وتأسنا من العوامل المهمة الفاعلة في صياغة الحاضر والمستقبل، وإصابتهما بأمراض العجز والخواء، ودفع الأجيال إلى الحنوع والخضوع والسقوط في أحضان التبعيات المقيتة الجارفة لوجود الأمة.

وعليه فلا بد من الإنتباهة واليقظة والبزوغ، والخروج من دروب الضلال والبهتان، والإيمان بأنوار العقل الإبداعية القادرة على صناعة الحياة المتفقة مع جوهر أمة ذات باع حضاري مديد.

فهل لنا أن نأخذ بأمتنا إلى مواطن المجيد؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم