أقلام حرة

المرآة تأكلنا!!

صادق السامرائيالإنعكاس المأساوي للواقع على مرايا الورق يفترسنا ويحيلنا إلى عصفٍ مأكول!!

فعندما نتساءل عن أحوالنا، نكتشف أن الرميم هو العنوان، والإنهزام ديدن، والإنتكاس السلوكي فاعل في أرجاء وعينا الجمعي، وقائم في ذاتنا التي لا نتعب من تكسيرها، كأنها أغصان يابسة متساقطة من أيكة الوجود الوارفة الإخضرار.

نعم إننا نتكسر على السطور ونتهشم فوق الصفحات، ونتناثر على واجهات الأيام بإرادتنا المتلذذة بقهرهنا وعذاباتنا، ونزيفنا الحضاري الدفاق الذي لا يعرف الإنقطاع، فنحن نسكب كل أصيل فينا ونطعمه لتراب الضياع والفناء والنسيان.

وأقلامنا ترتكب الجرائم البشعة، فتسوّغ الآثام والخطايا، وتشجعنا على الموت العجائبي، الذي يترنم بالألحان الفجائعية المؤدْيَنة.

فما أروعنا في الرثاء والتشكي المستطير، والهجاء الإنتقامي العدواني المبيد، وعندما نأتي إلى ميادين الأفعال والأعمال تجدنا بلا مداد، فدواة وجودنا حلّ بها الجفاف وأقلامنا تكسّرت، ووجمنا خائفين مرعوبين من مواجهة إرادة الحياة، والعمل بموجبها لصناعة الحاضر والمستقبل.

وهذا الرعب الي يفترسنا يدفعنا إلى الإندحار في الذي كان، فنضفي عليه سرابات أمانينا وأوهام تطلعاتنا، وواحدنا بالون عظيم الحجم  مؤهّل للإنفجار المدوّي، حالما تلمسه فوهة قلم مدببة تريد أن توقظه من طوباوية ما فيه.

وتلك مرايا الإنتكاس والنكوص التي علينا أن نحطمها ونكون بذاتِ آننا المستقيد؟!!

فهل نحن حقا نريد؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم