أقلام حرة

الفقر المؤدْيَن!!

صادق السامرائيالحقيقة المغيّبة عن الأجيال أن إنطلاق الإسلام في مكة والمدينة، جعل من الفقراء ذوي ثروة وجاه، وأثرياء قريش إزدادوا ثراءً وتمكنا، فلو أن الإسلام دين فقر وإملاق لما دخله الناس أفواجا.

وقد إنطلت على المسلمين فرية أن الفقر من ضرورات الدين، وأن حياة العدم والذل والمعاناة أفضل لهم من حياة الغنى والكرامة والعزة والكبرياء، حتى تحوّل الفقر والقهر والذل والهوان إلى دين!!

الإسلام دين القوة والنماء والغنى، وليس دين الفقر والتكاسل والإستجداء.

والذين يوهمون الناس بأن قادته الأوائل كانوا فقراء،  يكذبون ويضللون ويفترون على الإسلام  لأهداف سياسية وسلطوية بحتة.

فالنبي والخلفاء من بعده والقادة والصحابة لم يكونوا فقراء، بل من الأغنياء بمَقاسات ذلك العصر.

والشواهد التأريخية بأحداثها وما روي منها تشير إلى ذلك، ولا تأتي بدليل على أنهم عاشوا في فقر  مدقع وعناء مرير.

إنها الأكاذيب والأضاليل المفبركة لغايات كرسوية بحتة، هي التي تفعل فعلها في وعي الأمة، وتعطل عقلها وتشجعها على القنوط والإستكانة.

ولعبت العمائم المتاجرة بالدين لعبتها الكبرى بتمرير فرية الفقر وديموته، وهي تعيش في بذخ ويسر مبين، وتدعو الناس إلى إستلطاف فقرهم وعوزهم، وأن ربهم سيعوضهم عنه بجنات النعيم.

فهل رأيتم متاجرا بدين يعيش فقيرا؟

إنها اللعبة السيئة العدوانية على الدين وأهله، وبموجبها يستبد ذوي العمائم التجارية ويستحوذون على مقدرات الناس بإسم الدين.

وبالتكرار ترسّخت وتحولت إلى ركن من أركان الإيمان والإعتقاد بالدين، فالحياة المزرية تقرّب الناس إلى جنات واسعة، وترزقهم بعد موتهم بالطيبات.

ولا بد للأمة من العودة إلى حقيقة الدين، وأن يكون الدين من وسائل محاربة الفقر والقضاء عليه، بدلا من تأكيده وتعزيزه والإستثمار فيه.

وعلينا أن ندرك ونستوعب أن الإسلام دين غنى لا دين فقر وإملاق!!

فهل سيستفيق تجار الدين من غيهم المهين؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم