أقلام حرة

محمد سعد: المثقف في طريق الإنقراض!!

في زمن التفاهات والفرجة وفي زمن الرأسمالية المتوحشة،، لامكان للمثقف الحقيقي، المثقف اليوم افقر طبقة في المجتمع. إن المثقف الحقيقي أصبح كائناً مهدداً بالإنقراض؛ بسبب طوفان مدعي الثقافة الذين هيمنوا على الساحة الثقافية دون محتوى أخلاقي، على الرغم من أنه يفترض أن الثقافة عالية الأداء والجودة وتتطلب بالضرورة مشتغلين رفيعي المستوى لا أن تتعرض للترهل بسبب اندفاع الأشخاص العاديين ويتصدروا المشهد في مختلف الميادين الفكرية والأكاديمية، وهم مجرد موظفين أضافة، لتهميشهم أعلامياً ومجتمعياً وجعلهم محل سخرية، وفي المقابل دعم الفنانين ونجوم كرة القدم والأعلاميين وكتاب القصص وتصديرهم كنجوم وقادة ونماذج يحتذى بها والاعتماد عليهم في تشكيل وعي شعوبهم، فتكون النتيجة شعوب مسطحه بلا وعي ولا ذاكرة ولا عقل نقدي.،، فالجامعات بعد أن كانت بؤرة إبداعية وثقافية في الماضي، أصبحت مكاناً يضم الأذكياء رفيعي التعليم، وأكاديميين مهنيين، لكنهم بالتأكيد لا يعدون ضمن الطبقة المثقفة المؤثرة في المجتمع.

عندما تقرأ كتاب "أين ذهب كل المثقفين...؟" لـعالم الاجتماع البريطاني "فرانك فوريدي" تشعر انك تقرأ لكاتب عربي يتحدث عن الحالة المأساوية للمثقفين العرب ولكن الظاهرة أصبحت تشمل حتي الدول الليبرالية،

إنه سؤال نابع من هاجسين عميقين: فقدان "البوصلة الفكرية" ومشكلة "التسطيح المؤسسي".

والتسطيح الأجتماعي، معاملة الشعوب كأطفال لا كبالغيين، وتنحصر اهتماماتهم فيما هو مادي ومبتذل)؛ وعليه، نجد أن الساحة خسرت مثقفين تركوا هذة الحياة المادية للبحث عن قوت يومهم بعد إهمالهم،ومنهم  مثقفون يمتلكون الرؤية، والاهتمام بالقضايا العامة.

يجب تطوير الحياة الثقافية في الجامعات والمجتمع، إن الناس يستحقون مناظرة فكرية على درجة عالية من الجودة في المؤسسات الثقافية، بوصفهم أشخاصاً يحملون إمكانات كامنة كبيرة، وعلى قدر من الاحترام والتقدير.

أن يكون المرء مثقفاً يعني أن ينخرط اجتماعياً يصعب على المرء أن يعيش من أجل الأفكار ولا يحاول أن يؤثر في مجتمعه، والأمر لا يتضمن فقط الانخراط في النشاط الذهني الإبداعي، بل أيضاً

افتراض المسؤولية الاجتماعية واتخاذ المواقف اي كانت في المجتمع ...!!

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث مصري في الجغرافيا السياسية

في المثقف اليوم