أقلام حرة

صادق السامرائي: اقحام العقل في الدين!!

إقحام العقل في الدين يفرغه من جوهره ويجعله لا دين، وهذا ما حصل مع الإسلام منذ وفاة قائده، فصارت العقول تتبارى بتأويلاتها وتفسيراتها، حتى دخل الإسلام في دوامات الفرق والمدارس والمذاهب والجماعات والتحزبات، وغيرها الكثير من الكينونات الساعية لتدمير الدين بالدين.

وبموجب ذلك أصبح المسلمون أعداء بعضهم، ومن أشرس المقاتلين لإخوانهم لاختلاف الرأي والتأويل.

ولو كان الدين عقليا لما جاء للناس كافة، فالبشر لا يستعمل عقله، والذين وهبوا مهارات إستعمال العقل قلة، وهم القادة ومعظم الآخرين أتباع وعبيد بإرادتهم المقهورة.

فالعقول متباينة كبصمات الأصابع، ولا يوجد عقلان يفكران بذات الآلية، وإن تشابهت النتائج، لكن مفردات التفاعل الداخلي ذات صيرورات لا تتطابق مع غيرها.

فالعقل جهاز فريد، وإعماله يأتي بما لا يتطابق مع ما يتوصل إليه عقل آخر، فالآية الواحدة تقرؤها العقول على شاكلتها، أي أن عيون العقل ترى وفقا لمنظارها المرتبط بها، وما يحصل في الدين، أن العقول العامة معطلة وعقل واحد فاعل أو بضعة عقول، وعلى الآخرين التقليد والإتباع الأعمى، وفقا لمبدأ "السمع والطاعة" الداعي للإذعانية والخمود.

وتجربة المعتزلة معروفة، فهي حركة عقلية، تسببت بتداعيات كلفت الأمة العديد من أفذاذها، لأنهم لا يتوافقون وما يطرحونه ويرونه الدين القويم.

فالأديان إنتماءات قلبية وليست عقلية!!

***

د-صادق السامرائي

في المثقف اليوم