أقلام حرة

الأمة المؤرهبة!!

صادق السامرائيالضعفاء يمكنهم أن يكونوا وفقا لإرادات الأقوياء، لأنهم من ممتلكاتهم بل وعبيدهم المسخرين لتنفيذ ما يرغبون ويريدون من المشاريع والأهداف والتطلعات.

والعرب أمة مستضعفة بالقياس إلى ما فيها وعندها من القدرات، التي تهدرها وتسخّرها لإضعاف نفسها وتخريب دولها والنيل من مواطنيها.

ويبدو أن هذه الأمة المبتلاة بالكراسي الحمقاء الممعنة بالجهالة والغباء، قد تحولت إلى رقعة لألف لعبة ولعبة، يقوم بها الأقوياء على أراضيها المستباحة الفاقدة لأبسط معايير السيادة والإنضباط.

واليوم تجدنا في مركز ألاعيب تهدف إلى أرهبة العرب، فكل ما يتصل بهم صار يعنيه، إبتداء من العروبة واللغة والدين، وإنتهاء بمظهرهم وأحوالهم وما يحصل في ديارهم، والهدف أن يتحول ما هو عربي إلى إرهابي.

أي أن يكون هدفا للآخرين أيا كانوا، ما دام العرب قد أسهموا بوضع تاج الإرهاب على رؤوسهم، وصار ظلهم أينما أقاموا، وما يتصل بهم تفوح منه رائحته.

هذه اللعبة الخطيرة الفتاكة يسعى في ميادينها العرب وكأنهم منومون، وسكارى بما يُحشى في رؤوسهم من الأحابيل والأباطيل والأضاليل، التي تأخذهم إلى سقر وبئس المصير.

العرب شعوب وحكومات يترنحون في متاهات الألاعيب القاضية بتدميرهم وتخريب ديارهم، والنيل من ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، والعازمة على دفعهم إلى أتون الحروب والصراعات الداخلية والإقليمية، القاضية بتمزيقهم وتفريقهم وتجويعهم وحرمانهم من الحياة.

ووفقا لأصول اللعبة تتحرك المسميات الإعتقادية بأنواعها، لتقوم بدورها السامي النبيل المقرون بربها الذي لا رب سواه، ودينها الذي هو الحق المبين وغيره كفر مهين، فعليها أن تتقاتل وتمحق بعضها، وتكون تابعة لقوى تستخردها وتستعملها لتنفيذ المهمات المطلوبة، وهي تضخها بما يوهمها بأنها على صراط قويم ومنهج مستقيم.

ويتحقق إقران قبيح بما يتصل بالأمة والأحداث المريرة التي تحصل على ترابها، فيقوم الإعلام الذي يستهدفها، بإقران الحالات السيئة بما هو عربي ويدين بالإسلام، حتى ترسخت صورة مأساوية في وعي المجتمعات الأخرى عن العرب والإسلام، ولا يمكن محوها أو تغييرها لأن آليات تعزيزها تتكرر وتتعاظم في بلاد العرب والمسلمين، وإذا تواصلت هذه السلوكيات التعزيزية فأن العرب خصوصا والمسلمين عموما سيكونون من المنبوذين في بقاع الدينا المختلفة.

قد يقول قائل أن في هذا إمعان باليأس والتطرف في القول، لكن الموضوع الذي مضي لعقود وتؤازره ماكنة إعلامية متطورة وتكرره ليل نهار، سيتنامى مع الزمن وسيصبح حقيقة راسخة في أذهان الأجيال يصعب زعزعتها وتفنيدها.

وعليه فالمطلوب من العرب أن يستفيقوا من هذا الغي الرهيب وأن يتمسكوا بعروبتهم، ويعتصموا بحبل تفاعلاتهم الإيجابية ويستعينوا ببعضهم ويؤمنوا بقدراتهم المتكاملة، لصناعة الحالة التي تدحض الصور العدوانية للعرب والمسلمين.

فهل من إستفاقة يا أمة يتفكرون؟!!

مؤرهبة: من الإرهاب، أي تحويلها إلى أمة إرهابية.

 

د. صادق السامرائي

17\\6\2019

 

 

في المثقف اليوم