أقلام حرة

صبحة بغورة: الفيتو الأمريكي أسقط الحق في الحياة

عقد مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء 20 فبراير2024 جلسة التصويت التي انتظرتها شعوب العالم على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية، وكانت نتيجة التصويت 13 صوت مؤيد وصوت واحد معارض وصوت واحد ممتنع.

للأسف كان الصوت المعارض داخل المجلس هو صوت الولايات المتحدة الأمريكية، ويعبر عن الصوت المعارض لإحدى الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن " بالفيتو" ويعني في حقيقته رفض مشروع القرار المقدم حتى وإن حاز على أغلبية الأصوات.

معنى الفيتو الأمريكي أن لا وقف لإطلاق النار في الوقت الراهن بقطاع غزة، وأن للكيان الصهيوني المغتصب أن يسعد بتمتعه بهامش زمني واسع ليحدد على مهل خطوات استكمال جرائمه ضد الإنسانية،ولاشك سيتهلل وجه الزومبي النتن بعدما تخلص من ثقل الضغوط الدولية  للانطلاق المحموم نحو مواصلة مؤامرته ضد الشعب الفلسطيني : القتل،الإفقار، الهدم والتدمير، التشريد، إخلاء قطاع غزة من أهله وتهجيرهم نحو مصر وصولا إلى تحرير جنوده الأسرى لإرضاء الرأي العام الداخلي، وبالتالي الإفلات من مصير ينتظره وهو محاكمته على تهوره السياسي الذي أضاع اقتصاد الكيان الصهيوني دون تحقيق أي هدف محدد وواضح ودفع بالشباب إلى أتون حرب لم يحسن تقدير عواقبها سقط منهم الكثير بين قتيل ومصاب وأسير.

المؤامرة الصهيونية لا تحترم المجتمع الدولي لأنها لم  تعبأ بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني طالما أن العم سام يدعم الكيان المحتل سياسيا وماديا وعسكريا ... وكل شيء، بمعنى أن العم سام قد أباح لنفسه التواجد في نفس الموقع المخزي للكيان الصهيوني، لقد أباح الفيتو الأمريكي للكيان الصهيوني مواصلة قتل الشعب الفلسطيني واستحلال دمه، وببساطة حرم الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، وأسقط حقه في الحياة، فلا تساهل بعد الآن في مراقبة عبور قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية، ولا مؤاخذة في عرقلة مرورها،  الموت جوعا وعطشا وبردا ومرضا .. وقتلا هو ما  ينتظر مئات الآلاف من النازحين إلى جنوب قطاع غزة المتزاحمين قرب الشريط الحدودي مع مصر الذين كفروا منذ أكثر من 75 سنة بمبادئ حقوق الإنسان وبقيم الحرية والسلام حين وقفت منظمة الأمم المتحدة إلى جانب المغتصب فوقعت أكبر سقطة تاريخية نفضت عن هذه المنظمة التعيسة أي مزاعم بائسة بالعدالة والشرف والنزاهة .

ليس أمام الشعب الفلسطيني الآن سوى التمسك بالحياة، بالإقبال على الموت شرفا بالاستشهاد، لقد سبقوهم أقوام في إدراك هذه الحقيقة فكان لهم ما أرادوا، ولم يسقط حقهم في الحياة ... عاشوا .

الفيتو الأمريكي وصمة عار ثابتة في جبين الولايات المتحدة منذ سنين طويلة حين أكد انحيازه الكامل للمغتصب الصهيوني، والمصيبة أن يكون وراء هذا الانحياز اطمئنان بأن الدول العربية جمعاء تحتاج إلى أمريكا وأنه لا يمكنها الاستغناء عنها مهما حدث ومهما بدر منها، والحقيقة بالعكس لأن البدائل كثيرة والخيارات متنوعة، وعديد الدول تتقرب توددا ومازالت  تمد يد الدعم  والعون والتعاون .

***

صبحة بغورة

في المثقف اليوم