أقلام حرة

تداعيات التحرر على السلوكيات العامة

منتهى البدرانتزامنت الحرية المطلقة التي أتاحتها التقنية الحديثة مع صيحات التحرر المطلق من الدين والاله والدعوة الصارخة الى امتاع النفس بما لذ وطاب فهو مباح ما لم يؤد الى قتل او غمط حقوق الآخرين . دعوات (اباحة كل لذة من حق كل انسان) التي يطلقها ما يوهمون انفسهم بالوعي والثقافة قامت بهدم صروح مشيدة ودمرت صوامع كانت شامخة وهدرت كرامات وانتهكت اعراضا طوعا لا كرها. نسفت كل القيم ودنست أنقى المفاهيم الجميلة كمفهومي الحب والوفاء .من هنا يتجلى دور الدين في تنظيم المجتمع، دوره في مناداة الضمير بشكل مباشر، فهو يحفز الخوف في داخلنا والخجل من الله العلي الاعلى الذي خلقنا. الدين الذي يمسك بزمامه الرجل الواعي والمجرد من حب الانا ويطبقه المتحرر من وطاة العقد النفسية، وليس الدين الذي يطبق نهجه الذين في قلوبهم مرض

ربما يسأل سائل ماسبب طرح هذا الموضوع؟

السبب هو تفشي الخيانة الزوجية في اوساطنا وانتشارها كالنار في الهشيم فمعها تهدر الكرامة ويحط من قدر الانسان ويفقد مفهوم الحب سموه المعهود.

(الزوج/ة) اذا عقد علاقة خارج إطار قرينه لا يتوقع احتراما او تقديرا او إجلالا واكبارا من العشيق او الحبيب، فليتهيأ لاستقبال النفور الباطني بمجرد اشباع الرغبات، والسخرية والاستهزاء بمجرد المطالبة بمفهوم الوفاء .

(الخائن /ة) اغفل جوهر مقولة (كما تدين تدان) ذلك القانون الطبيعي الذي لا يعرف طريقا الى التجاهل .

قضايا الطلاق تحمل في معظمها علاقات خارج إطار العلاقة الزوجية. لذلك اسباب حين غصت في عمقها دلني رأيي القاصر على اكثرها اهمية ولا أدري هل اصبت او اخطات او اغفلت بعضا منها.

اول هذه الاسباب الإنغلاقية التي فرضها الدين بشكل عام والمذهب بشكل خاص جعل من الافراد لاسيما النساء تنجرف مع التيار ولا غرابة ان تتحول من النقيض الى النقيض.

تكثر الخيانات بين النساء، فالزوجة التي لم تسمع من زوجها كلمة مدح او ثناء او حب تعاليا من زوجها الذكر الذي يراها أدنى منه مرتبة وفجاة وعن طريق المصادفة تتلقى رسائل من احدهم عرف سبر اغوارها فدخل اليها من المداخل التي يلج بها الرجل الى الانثى فيحاكي انوثتها، فهذه المراة لو لم تكن على علم مسبق بذاتها ومجتمعها ولم يستنفر فيها مجتمعها الوعي والتثقيف كيف لها ان تقاوم ذلك الإغراء !!.

خدعة التحرر من العبودية لله الخالق والمالك لنواصيها ، تلك الصيحة الصاخبة هذه الايام التي يهتف بها دعاة التحرر حتى من العبودية لله ويوعزون خلقهم الى الصدفة علما أنهم انفسهم يأبون التعدي على نسائهم لكنهم يرضون بعشيقات . ترى عشيقته اما زوجة لابن عمه او خاله او خالته او صديقه او ربما حتى اخيه .

إنها الحرب الفتاكة حرب العولمة التي تتسلل بيننا بسكون تام وباريحية وتجد لها تربة صالحة ستقضي على كل نقاء يمكن ان تتمتع به بيوتاتنا في المستقبل . تلك التقنية التي ما لم نضع ضوابط لاستعمالها ستحرق الاخضر واليابس في رياضنا التي كانت عامرة بالطهر وصفاء القلوب وصدق المشاعر والايثار .

 

منتهى البدران/ العراق

 

في المثقف اليوم