أقلام حرة

ضجّة كورونا!!

صادق السامرائيالعالم يزدحم بالحالات الأكثر خطورة من أي وباء، فواقع الدنيا يشير إلى أن البشرية تفقد ما يقرب من المليون والنصف شخص كل عام بسبب التدرن الرئوي، وأكثر من 650 ألف بسبب الإنفلونزا، و450 ألف بسبب الملاريا، ومليون وربع بحوادث السيارات، ويموت كل يوم 15 ألف إنسان من الجوع !!

فهل سمعتم مَن يتحدث عن ذلك؟!

فلماذا ضجّة كورونا؟

فمن المعروف أن الحياة فيها الكثير من الحالات التي تداهمها، كالأعاصير والهزات الأرضية والكوارث الطبيعية الأخرى إلى الأويئة، وما يتصل بها من تداعيات متنوعة الخسران.

وما يحصل في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي اليوم يثيرالرعب والمخاوف ويدعو إلى إضطرابات سلوكية وتفاعلات نفسية سلبية، قد تضمر في توجهاتها الإعداد لما يُراد له أن يحصل ويتسبب بما يتسبب.

فكم من الأوبئة قد إجتاحت الأرض؟

وكم من الكوارث والتحديات الشديدة؟

وما إنتشرت مهوّلات الرعب والهلع والخوف المرير مثلما هي عليه اليوم !!

ويبدو أن وباء كورونا هو الأول في زمن الثورة المعلوماتية وذروة التواصلات عبر المواقع المتعددة، التي أتاحت للناس حرية القول والتعبير عن هواجسهم وما يعتمل فيهم من الأحاسيس والمشاعر والمواقف، التي يطغى عليها الإنفعال ويهيمن على معظمها الهلع وردود الفعل الإنعكاسية، وهذه المواقف ووجهات النظر المذعورة قد تفاعلت، وأسهمت في ديناميكية التهويل والتضليل والإندفاع نحو ما يتم إستحضاره من غيبيات وأوهام للتمادي بإسقاط الناس في حبائل الوعيد.

فالعالم تجتاحه هستيريا الرعب والهلع، فماذا يعني ذلك، وإلى أي مَصار سيأخذنا؟

إنّ القراءة السلوكية المتأنية تشير إلى أن ما يجري ربما  إستعداد لأمر ما، كتغيير النظام العالمي ووضعه على مسارات أخرى تتفق ومنطلقات القرن الحادي والعشرين.

كما أن الحروب أصبحت محنة بقائية وآلية تدميرية للوجود الأرضي، ولا يمكن الدخول فيها وفقا لما عهدته البشرية من قبل، فالجميع يتحاشاها لكنه يريد الوقوع فيها!!

ويبدو أن العديد من الحالات تشير إلى أن الرعب والهلع من الوسائل المهمة للحكم في عصر التواصل الإجتماعي والتفاعل السريع ما بين البشر، الذي صار يتكلم بلغة الحرية والحقوق وغيرها من المنطلقات والمبادئ، التي تزعزع أركان أنظمة الحكم في كل مكان.

ولا يجوز التقليل من ضرورة الوقاية من أي وباء، لكن هل يا ترى سيتواصل التفاعل بالرعب؟!!

وهل إنّ ما يحصل فيه أكثر من إنَّ؟!!

 

د. صادق السامرائي

............................

* الضجة: الجَلَبة والصياح

ضجة إعلامية: دعاية واسعة في وسائل الإعلام المتنوعة عن عمل أو حادثة أو غير ذلك

أحدث ضجة: سبب ردّ فعل قويا

 

في المثقف اليوم