أقلام حرة

إحـمِ نفسك منهم واحمِهم

صادق السامرائيالوباء العارم الذي عطل الحياة في الأرض ولا يزال يتمادى في طغيانه وصولاته الفتاكة العاتية، وهو يتطاول على البشرية ويتحداها، لعدم توفر اللقاح ضده ولا العلاج اللازم لقتله، فالفايروس يضعنا أمام إمتحان غير مسبوق، فعلينا أن نبتكر وسائل التفاعل معه وتفويت الفرصة عليه للنيل الشديد منا.

ولا تمتلك البشرية من عدة المواجهة سوى الوقاية الصارمة من الوباء المستبد المنتشر بسرعة خاطفة، وربما سيصيب ثلثي سكان الأرض وسيقتل عشرات الآلاف منهم بسبب مباغتته، وعدم توفر أجهزة التنفس الكافية اللازمة لإدامة الحياة.

الوباء غير مسبوق بسلوكه وطبيعة إنتشاره، وقدرته على الصمود والتحدي والمطاولة لغياب ما يردعه، ويقمعه من تدمير البشر وإعاقته، فعلينا أن نكون بمستوى التحدي ونؤمن بالعلم ونتبع ما يقرره المختصون العارفون بسلوك الفايروس وكيف نتوقى من مخاطره.

وقد إتبعت الصين منهج الحماية الذاتية والمجتمعية، التي تعني أن الشخص عليه أن يتصور بأنه مصاب ومن واجبه أن يحمي المجتمع من نفسه، وفي ذات الوقت عليه أن يتصور بأن المجتمع مصاب بالوباء، وعليه أن يحمي نفسه من المجتمع، وبهذا السلوك يقلل إنتشار الوباء ويحاصره  ويقضي عليه.

وعلى البشرية جمعاء أن تواجه الوباء بهذه الآلية التي ستمنعه من التمدد والإنتشار كما يريد ويطمح، فبرغم صعوبتها وعدم قدرة الكثيرين على ترجمتها بسهولة، لأنهم تعودوا على التواصل النشيط مع الحياة بمفردات أيامها ومعطياتها.

وأمام توسونامي الوباء علينا أن نفكر بواقعية ونتنازل عن التصورات الغير مجدية، التي تتحدث عن الديمقراطية وحقوق البشر وعدم فرض ما لا يرغبون به، فهذا نوع من الهذيان الذي يعني القتل والدمار الشديد، فالمطلوب التعامل مع هذا الوباء بروح الحرب والأوامر الحازمة، كما فعلت الصين وانتصرت عليه، فالواقع البشري اليوم عبارة عن حرب حامية مع عدو غير منظور يداهم الحياة، ويهدف للقضاء على البشر ومحقهم من فوق التراب.

إنها الحرب، ولا بد من حكومات طوارئ قصوى تصدر أوامر فورية التنفيذ، وذات عواقب وخيمة على الذين لا يمتثلون لها، فالموضوع يتعلق بالحياة أو الموت، ولا بد من الحزم والشدة الفائقة لحماية البشر والحفاظ على أرواحهم، لأن معظم الناس في مرحلة النكران وإتباع ما يعزز ذلك ويزيدهم شعورا بالأمان، بعيدا عن إجراءات تقييد نشاطاتهم وتعطيل أعمالهم.

فهل سنكون بمستوى الحرب الوبائية العاصفة في الأرض؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم