أقلام حرة

صادق السامرائي: إمبراطوريات العقول!!

البشرية إنطلقت في بناء الإمبراطوريات العقلية، فهي الفاعل المعاصر في الوجود الأرضي، فمفهوم الإمبراطوريات تغيّر عما كان عليه في سالف الأزمان.

الإمبراطورية العقلية الأعظم في التأريخ، فهي تتصل بالنسبة العظمى من البشر، وتهيمن على الكرة الأرضية بأسرها، وبهذا فهي سبّاقة ولم يحقق ذلك قبلها أحد.

العديد من القادة حاولوا أن يقبضوا على العالم، لكنهم فشلوا، واليوم الإمبراطوريات العقلية تهيمن على الأرض، وتؤثر في البشر بسرعة البرق.

إمبراطوريات تواصلية، وتقنية، وإبداعية مادية متنوعة، تبتكر ما يساهم في القبض على أكبر عدد من الناس، وميزانياتها بليونية المواصفات وأكثر.

المجتمعات تتنافس عقليا، وتبدع ما لا يخطر على بال أبناء المجتمعات المدحوسة في جحور الغابرات، والمتخندقة في فترات زمنية رميمية، تخشى  مغادرتها، فتتعفن فيها وتتفسخ، والدنيا متوثبة متطلعة نحو أمجاد أصيلة، وإبداعات أثيلة.

الكلاميات لا تبني إمبراطوريات، تلاحم الأيادي والعقول هي التي تؤسس لمنطلقات التفاعلات، القادرة على إنشاء البنى التحتية لكينونات عولمية، ذات تأثيرات مطلقة ومتوالدة في المسيرة الإنسانية.

والعديد من دول الأمة تفتقد لإرادة الصناعة الإبداعية الكوكبية، المتميزة بخصائلها المعبرة عن جوهر الطاقات الحضارية الكامنة في موروثات الأجيال.

إن الأقوال بأنواعها وصنوفها ومواصفاتها ومسمياتها، لا تمتلك الجرأة على الإقتراب من معالم الصيرورات العقلية العلمية ذات الشواهد المادية التي تمثلها، وتسير الدنيا على سكتها.

فهل لدينا القدروة على تفعيل العقول علميا وتقنيا، وتحريرها من أصفاد الغابرات، والأقاويل المخدرات المعطلات لإرادات الكينونة والإقتدار؟

إنه التحدي الأكبر الذي يواجه أمة ذات عقول!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم