أقلام حرة

زعزعة كورونا!!

صادق السامرائيالزعزعة: التحريك بعنف.

ونقول: زعزعت الريح الشجر أي حركته بعنف.

فلماذا زعزعت كورنا الدنيا وحركتها بقوة غير مسبوقة حتى تعالت أصوات بشرها في كافة أركانها؟

الفقر والمرض والجوع والقتل والملاريا والتدرن الرئوي والإيدز والإنفلونزا، جميعها تقضي على أضعاف ما قضت عليه كورونا من البشر كل يوم، لكن الدنيا ما تزعزعت ومضت توهم نفسها بأنها بخير وتقدم ورقاء!!

وقد كُتِبَ الكثير عن أن قتل المئات والآلاف من أبناء المجتمعات المتأخرة لا يحرك ضمير العالم، وما جرى للسوريين واليمنيين وغيرهم من البشر المساكين، لم يؤخذ بالحسبان وكانوا يُذكرون على أنهم أرقام وحسب، حتى تبلدت المشاعر وسئمت من سماع هذه الأرقام المئوية والألفية كل يوم.

أما إذا قُتِلَ بضعة أشخاص من مجتمعات الدول المتقدمة فأن الدنيا تقوم ولا تقعد، ولا بد من قتل عشرات أضعافهم من الآخرين، وهكذا دواليك على مدى عقود وعقود.

وما تقدم يعني أن الكورونا زعزعت الدنيا لأنها أصابت المجتمعات المتقدمة بمقتل وداهمتها في عقر ديارها، فوجدت نفسها في محنة لا قدرة لها على مواجهتها بما تملكه من أسلحة فتاكة بالبشر والعمران.

فالكورونا يقضي على البشر، وما يقبع في ترسانات الأسلحة الفتاكة يقتل البشر، فكيف يحصل هذا التوافق اللامحسوب، وكيف لللامرئي أن يبيد المرئي، والمرئي لا يستطيع النيل من اللامرئي؟!

العالم في ذهول غير مسبوق، وعجز غير معهود، ومحنة لا يعرف منها مهربا، فإلى أين المفر؟

حجر منزلي، منع تجوال، إجراءات وقائية صارمة، إستعدادات طبية عارمة، وأمواج المصابين تتوافد بالمئات إلى المستشفيات الغير قادرة على إستيعابها، والإستغاثات تتعالى في أرجاء الأرض المحكومة بفايروس الكورونا!!

هل إنها القوانين الكونية، وسلطة الدوران الأبدية؟

أو إنّ الأرض بما عليها خبيرة، ولجندها أميرة، وعلى خلقها قديرة، وإرادتها كبيرة، وكل دولة في كفها صغيرة، تأخذها بشدة عسيرة، وتلقي بها كسيرة، فوق التراب أسيرة؟

فهل نُقِرً بالناقور؟!!

تساؤلات ما خطرت على بال الخلق، وما وفدت إلى بصيرة، وإنها لمعضلة مريرة !!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم