أقلام حرة

الإحسان والعدوان!!

صادق السامرائي"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"

التعاون: التآزر

الإحسان:فعل الخير

العدوان: فعل الشر

البشرية على شفا حفرة من الوعيد الجهنمي المستقيد، وعليها أن تتخذ قرارات حاسمة وغير مسبوقة للحيلولة دون السقوط في ذلك الجحيم المتربص بها.

فالأرض ما عادت قادرة على إستيعاب الأعداد الهائلة من البشر، ويبدو أن قدرتها محدودة، وربما تكفي لأربعة بلايين أو أقل من ذلك، وأي زيادة في العدد يتسبب بتداعيات بيئية وبايولوجية خطيرة، تستعيد الأرض بموجبها قدراتها على التوطين والإعالة بكفاءة ودون إضرار بها.

وهذا يعني أن من الواجب أن يتم تحديد النسل في جميع المجتمعات وبلا إستثناء، وأن تبقى نسبة الوفيات أعلى من نسبة الولادات لبضعة عقود، لتحقيق الحياة الأفضل.

ولا يمكن حل المشكلة بالحروب الهوجاء القاضية بإبادة البشر بسرعة، بواسطة الأسلحة الشديدة الدمار بأنواعها، التي لا تخطر على بال المجانين، فالقول بالحرب والإعداد لها، والتحضير لمنازلات مأساوية في المرحلة القادمة التي ستلي عصر كورونا، نوع من الإنتحار والتدمير الفتاك، والذي لا تسمح به الأرض، مما يعني أن الكورونا ربما سيتواصل ولن يغادر سوح البشرية، حتى تقتنع الأرض بأنه قد أنجز هدفه.

أي أن البشرية أمام خيارات صعبة، وأقلها خطورة أن تتعهد بتحديد النسل، وتحمي النوع البشري من الإنقراض بما يملكه من أسلحة دمار فائقة المحق والإفناء.

ويبدو أن التعادي ما بين القوى بات من الأخطار المرعبة، وعليها أن تغير نهجها وتميل إلى التعاون والتفاعل الجماعي للحفاظ على سلامة الجميع، ورفاهيتهم وسعادتهم الأرضية.

فبدلا من التقاتل والتنافس، على القوى الكبرى أن تتخذ سبل التعاون والتفاعل الإيجابي منهجا في القرن الحادي والعشرين.

فالتنظير والتطبيل لحرب ما بين الصين ومحورها وأمريكا ومحورها، سلوك عدواني إنتحاري فظيع النتائج والمعطيات، ومن الأحرى أن يفكر الداعون إلى الحرب بآليات التعاون والتقارب والتآلف ما بين الأجناس البشرية.

ومن الضروري أن يفكر القادة والمصلحون بمعاني الإحسان، والحفاظ على حقوق الحياة للمخلوقات كافة، لأنه من ضرورات إدامة بيئة صالحة للحياة السليمة.

فهل للقوى الكبرى أن ترعوي وتثوب إلى رشدها، وترفع رايات التعاون والأخوة الإنسانية، بدلا من التصريحات العدوانية؟!!

وإنّ الإحسان خيرٌ من العدوان!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم