أقلام حرة

التثبيطية!!

صادق السامرائيثبَّط: أضعف، أوهن، عوّق، أخّرَ

من العادات الغريبة والتفاعلات العجيبة عراقيا وعربيا، أن المجتمع فيه طاقات إحباط وتثبيط للعزائم والإرادات الخيّرة.

وهذه معضلة سلوكية واضحة في الكتابات المنشورة، التي يعبّر فيها أصحابها عن مشاعرهم السلبية تجاه شخص آخر.

ولا يُعرف لماذا يختارون شخصا ما ، لكن القاسم المشترك أنهم يستهدفون المتميزين القادرين على العطاء الأصيل.

فعلى مسار العقود الماضية وأقلام المثبطين ناشطة ولها قراؤها وصحفها ومروّجيها، مما يتسبب بخسائر فكرية وثقافية وحضارية جسيمة .

ومنذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم تجد أبواق التقليل من قيمة القدرات الإبداعية بأنواعها ذات أصوات عالية، وصداها يملأ الآفاق ويمضي ساريا في الأجيال.

وما من مُصلح في هذه الأمة إلا وعانى وتعذب وتشرّد بل وبعضهم قُتِل، فالمُصلحون لا ينفعون ولا يوجد مَن يساندهم ويدافع عنهم، فهم لوحدهم في النزال، والأقلام المسعورة تنهال عليهم وتصيبهم بأضرار بليغة.

وما نجا مُصلح أو مفكر من صولاتهم، فهؤلاء اليوم جيش عرمرم يهاجم كل قلم تنويري وطني أمين.

فلا يهدؤن ولا يملكون مادة معرفية ذات قيمة ثقافية حضارية، وإنما العدوان منبع ما يكتبون.

وهكذا فالأمة فيها مَن يطفيئ أنوارها، ويبعثر رؤاها، ويعطل أفكارها، ويهجم على العقول الطامحة بحاضر أفضل ومستقبل أجمل. 

ويهيلون على وجوه الأجيال تراب الغابرات وثرى الأجداث الباليات.

ولا يُعرف ماذا يريدون، فهل من شدة أحقادهم بسمومهم يتمرغون؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم