أقلام حرة

الدكتور محمود الحاج قاسم!!

صادق السامرائيعرفته عندما كنت طالبا في كلية الطب، وكان يدرّسنا تأريخ الطب بعد أن توفى فجأة أستاذ هذه المادة (حكمت نجيب عبد الرحمن)، كما تواصلنا معه في مستشفى الحكمة للأطفال، وكان في حينها منهمكا بالكتابة والبحث، فيشرح لنا ذلك وكيف أنه بدأ الإهتمام بهذا الجانب المغفول من مسيرة الأمة الحضارية، وكنت أتابعه لشغفي بالكتابة وبما يطرحه من موضوعات.

ومع الأيام مضيت متواصلا مع ما يقدمه من معارف موسوعية ومعلومات نادرة عن تأريخ الطب، وما يؤلفه من كتب ويلقيه من محاضرات، وذلك لإهتمامي بتأريخ الطب أيضا.

وهو لا يعرفني ولم ألتقيه منذ أن كنت طالبا، لكني تواصلت معه قبل بضعة سنوات لأني كنت أكتب عن تأريخ الطب النفسي، فأتحفني ببحث رائع أفادني كثيرا.

وعندما تسألني لماذا تكتب عنه؟

وجوابي أنه من باب وفاء الطالب لأستاذه، ولأنه عَلَم متميز وقامة معرفية ثقافية ذات قيمة حضارية باسقة علينا أن لا نتجاهلها.

فهو دائب النشاط والمثابرة على الإتيان بما يؤكد قيمتنا ودورنا الحضاري العلمي المعرفي في ميادين الطب وتخصصاته المتنوعة، فلم يترك إختصاصا إلا وبحث فيه وإستحضر رموزه وأدوارهم في بناء القاعدة الأساسية لعلوم الطب وإنتشارها في ربوع البشرية.

ومؤلفاته غزيرة ومتنوعة ولها دورها الثقافي في إحياء الشخصية العلمية في مجتمعاتنا، وإثراء الوعي الجمعي لقيمة مسيرتنا وتأثيرها في صياغة الحضارة الإنسانية.

وباحث موسوعي جاد ومجتهد كالدكتور محمود الحاج قاسم، يستحق التقدير والإحترام والفخر، والتباهي بما قدمه للأجيال من مؤلفات هي أمهات تأريخ الطب العربي، ونبراس التعبير الصادق عن جوهر الأمة وجمان ما فيها.

وقد أكد في مسيرته الثرية المعطاء أنه من أبرز المؤرخين العرب في الطب، والمثل والقدوة المعرفية المضيئة في حياتنا المعفرة بالنكد والظلماء.

ووفاءَ للطب، ولأعلامه  الأجلاء، أكتب عن هذا النبراس المعرفي العلمي النطاسي الجهبذ، الذي أنار لنا دروب الوعي والإدراك العلمي، التي أهملناها وتواصينا بالقنوط والجمود والعداء.

تحية للأستاذ الدكتور محمود الحاج قاسم ولإبداعه الأصيل الفياض.

ومن حقنا وواجبنا أن نفتخر برموز الأمة الشماء!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم