أقلام حرة

الجوع يثأر للشهيد

حسن حاتم المذكور1- الجوع والثأر ودم الشهيد تعاتبنا، ودروس التاريخ تدعونا لإعادتها، قالها بالأمس نوري السعيد، "دار السيد مأمونه" فعصفت به ونظامه الطائفي، ثورة 14 / تموز 1958، أول جمهورية عراقية، أسست للحداثة والتحول الديمقرطي، قالها صدام حسين، "سيحكم العراق إبن إبنته حلى"، فكانت نهايته حفرة وضيعة، و " أخذناهه وما ننطيهه " قالتها حثالات الإحتيال والذخيرة الحية، فمسحت بهم الآنتفاضة، أرصفة الفضائح والخيانات، كل يوم والأنتفاضة، تترسخ وعي وبسالة بين مفاصل المجتمع، نزيف الجوع والدم العراقي لا موعد لثأره، قبل أو بعد الكورونا، ورحم المجتمع لا يتسع اكثر لثقل اللحظة، لولادة التغيير وإعادة الأصلاح، لا وقت للإنتظار، وموقد التغيير يلهث بالإنفجار، لم يعد الصبر لسلمية الموت المجاني، يعني الإنتفاضة أكثر، على الأبواب تصهل الحقائق، والجوع يتمرد فيه النفس الأخير للحياة، ليرفع رغيف خبزه المسروق، صرخة ساخنة في صباح تموزي وطني، سيدفن عارهم في حفرة المنطقة الخضراء.

2 - إنتفاضة الأول من تشرين / 2019، ستستعيد حق الحياة لجيلها من باطل موتى الماضي، ومن فوهة الجوع والدم  ستنطلق الكلمة الأخيرة، وسخونة اللحظة تعد لهيبها لحرق مسخرة المذاهب، بعد أن تعرى اللامقدس وطفحت الأكاذيب على سطح التاريخ الزائف، الحقائق التي إنتصرت في وعي المجتمع، ستنسلخ عن جلد التخريف والشعوذة، كل الأشياء الباطلة وصلت نهايتها، وثورة الشباب ستُعيد الحياة الى نصابها، معافاة من أورام اللامعقول، الذي تعفن في رؤوسٍ، أفرغها الإحتيال من بقايا مصداقيتها، ومسحت فيها الدنائة، بقايا شرف، إن كانت هناك بقايا لمن باعوا الوطن .

3 - لا يحق لأحد أن يزايد المنتفضين، على سلامة ثورتهم، وهم من دفعوا غزير التضحيات، وحدهم من إخترقت رصاصات قناص المذهب رأسه، وصدورهم هدف لكواتم المذهب، والأدوات القاتلة لذوي قبعات المذهب الزرقاء، كيانات المذهب تلك، هي من طعنت رجل العلم والحلم والعدل والمعرفة، الأمام علي (ع)، ومن كتبت للحسين (ع) ثم باعت رأسه ليزيد، ذات الكيانات الرقيعة، هي من تبيع اليوم، رأس الإنتفاضة الوطنية في مزادات الإرتزاق، ومن " يريد وطن "، عليه أن يكون جيد الولاء للعراق، ويعلن موقفه الى جانب الإنتفاضة .

4 - اليأس والإحباط موتٌ مؤجل، والإنتفاضة عافية التغيير، لا وقت للغد، العوز والإذلال لم يعد فضيلة للأحياء، وبين الأبيض والأسود ألوان باهتة، كالحيادية بين عراقيين "يسترجعون وطن"، وذيول إيرانيه هربت سيادته وثرواته، تموزنا القادم في الأنتظار، واللحظة مشبعة بالإنفجار، لا وقت للمستقبل أن ينتظر أكثر، والماضي الذي يعبث فينا، تنتظره مكبات التاريخ، المنتفضون يحترمون أرواح شهدائهم ودماء جرحاهم، سلميتهم أدت وظيفتها، في إنعاش وترسيخ الوعي المجتمعي، وحان الوقت لحمايتها بكل الوسائل الممكنه، ويجب أن يكون لكل شهيد ثمن، والموت المجاني لا يعطي وطن، كل العراق متراس للإنتفاضه، والمجتمع ظهيرها الأقوى، أما مرتزقة ولاية الفقيه، فسيضيق بهم جلد فسادهم، ويتعرون عن فضائحهم، وكمن يقول خذوني، ستسحقهم أقدام الإنتفاضه .

 

حسن حاتم المذكور

 

في المثقف اليوم