أقلام حرة

سراب سعدي: النفاق الاجتماعي داء يظنه الباطل دواء!!

هناك الكثير من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تفشت في المجتمع وجعلت منه مجتمعاً ضعيفاً هزيلاً ليس فيه مقومات العيش السليم الذي يجعل الفرد يعيشه براحة وبلا منغصات ولعل من أبرز ما ظهر على الساحة في الآونة الاخيرة هو ما يعرف بالنفاق الاجتماعي والذي له دور كبير في زعزعة العلاقات الاجتماعية بين الناس. والنفاق الاجتماعية هو صورة متخلفة وغير واعية من قبل بعض الأشخاص ويمكن تعرفه بأنه تناقض بين ما يشعر به الفرد ويظهره للعيان وبين ما يعتقد به وعلى اساس المصلحة الشخصية لا غير فيظهر الولاء لجهة ما من أجل الحصول على مكسب معين وربما يغير من ولاءه بعد انقضاء المصلحة !، فالنفاق الاجتماعي هو فشل اخلاقي وسلوكي وكما قيل (النفاق شين الأخلاق)، ومن الأمثلة على النفاق ما يحدث في الدوائر الرسمية وغير الرسمية من نفاق الموظفين تجاه مدير المؤسسة وامتداحه وتسويغ أفعاله اللاأخلاقية من رشاوي وغش وعبث بممتلكات الدولة والمواطنين وعدم الوقوف في وجه الظلم وقول كلمة الحق في وجه المفسدين والمضللين هو عينه نفاق اجتماعي ، وكذلك من الأمثلة على النفاق الاجتماعي ما يقوم به بعض المروجون للحملات الانتخابية فيطبلون لأشخاص لا يعرفونهم ولا يعرفون ما سيقدمونه للوطن والمواطن وانما فقط من أجل مكاسب آنية يحصلون عليها!. وتعتبر المجاملة في بعض الحالات من النفاق الاجتماعي فالحصول على مكسب ومصلحة ما هو بكل الاحوال إلا نفاقا في حين أن بعض الأمور قد نفعلها عكس المجاملة تماماً ومنها ما يكون رفع للروح المعنوية وحب الخير للأخرين فلا تعتبر مجاملة وانما هي إدخال السرور في نفوس الناس بلا مقابل نحن كبشر لسنا كاملين تماماً ولكننا نحاول أن لا نقع في الأخطاء أكثر الأحيان لكن يجب التصدي لهذا النوع من الأمراض الاجتماعية الخطيرة، ولعل ما حصل في السنوات الأخيرة من تطور في وسائل الاتصال زاد من تفشي الكثير من الآفات التي جعل العالم في صراع مرير من أجل الوصول إلى الفضيلة وحب الخير للآخرين بدون مقابل . ويجدر الإشارة أن ليس من المعيب أن نحصل على مصالحنا أو احتياجاتنا ولكن ما يجب علينا الحصول عليه بطريقة مشروعة وغير ملتوية على أساس النفاق والغش والتلاعب بعقول الآخرين. ويجب أن نشير في الختام إلى أن النفاق مرفوض في جميع الشرائع السماوية ومرفوض اجتماعياً وفكرياً واخلاقياً ولعل من أهم السبل التي يجب اتباعها للتخلص من النفاق الاجتماعي هي تقريباً نفسها التي يجب اتباعها مع الشخص المنافق بصورة عامة ومنها: الالتزام بالأخلاق وجعلها هي أساس كل التعاملات في المؤسسات وفي التعاملات الإجتماعية والتعاملات الفردية، وكذلك توجيه رفض من قبل المجتمع تجاه كل من تسول له نفسه العمل بالنفاق سوء الفردي أو الاجتماعي من خلال توجيه الأشخاص ومواجهتهم بأفعالهم غير السوية، لابد من وسائل الاعلام أن تكون مسؤولة تجاه ما يحصل في المجتمع وتكون العين الساهرة على كل الآفات التي تجعل المجتمع هزيلاً وضعيفاً من خلال حملات توعية وارشاد ووضع خطط بنوعيها قصيرة الأجل وطويلة الأجل من أجل حل جميع الاشكالات من هذا القبيل، واخيراً ويعتبر أهم سبيل للتخلص من النفاق بكل صوره الا وهو الاهتمام بالتربية الصحيحة للأبناء وتنويرهم بكل ما يسمو بهم إلى الاخلاق الفاضلة التي من شأنها خلق جيل واعٍ ينهض بكل ما يرفع الأمم والدول والحضارات إلى ارقى المستويات.

***

سراب سعدي

 

في المثقف اليوم