أقلام حرة

صادق السامرائي: الحندسة!!

حندس: ظلام دامس

الأشياء من حولنا تتحندس بأساليب متطورة تعجز عن وعيها (فهمها) أذهان العامة الأبرياء، الغارقين في آبار العتمة والغفلة المبرمجة لإستعبادهم والإستحواذ على ثرواتهم.

ديناميكية الحندسة مضت بعنفوان في ديار الأمة، منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، ولا تزال في أقصى سرعتها وذروة تعجيلها الدوار.

فما حصل ويحصل غايته واحدة ثابتة ما تغيرت إلا أساليبها، وآليات تطبيقها على واقع يتشظى ما فيه.

وعمليات التشظي تجري بإندفاعية متسارعة، فأصبح القول بشيئ واحد من المتعذرات على الفهم والإدراك، حتى سورة الإخلاص ما عادت ذات معنى ودلالة.

فالأمة كل شيئ فيها واحد، وكل شيئ صار ألف واحد.

دينها، كتابها، ربها ونبيها، وما جاء به فرقانها، صار تأويلات وتفسيرات وخرافات مقدسة، وتحولت أصنام الحجر إلى أصنام البشر.

فما أكثر الأصنام المعممة، الهرمة المعصومة التي لا تنطق عن الهوى.

فما هو الدين؟

لن تجد جوابا واحدا، بل لكلٍ دينه وربه وما يراه وتربى عليه في ديار الإستعباد وتعطيل العقول.

فكيف تكون أمة تتخبط في ظلمات العصور، ولا تبصر طريقها وتنكر جوهرها، وترى أن عدوها مَن لا يتوافق مع رؤاها المعفرة بنزعات النفوس الأمارة بالسوء، وهي تمتطي الدين وتشهر سيوف النيابة عن رب العالمين.

وكأنها الواقعة، ولسوف تدركها بعد فوات الأوان، وما نفع الدين إذا صار نارا لحرق البشر؟!!

و"الكتب والرسل والأديان قاطبة...خزائن الحكمة الكبرى لواعيها"!!

***

د- صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم