أقلام حرة

أقلامنا وقراؤنا!!

صادق السامرائيالكتّاب الذين أقرأ لهم وأتمتع بما يكتبونه، لسان حالهم يقول: "عندما أكتب أحسب نفسي قارئا، فأتساءل هل أن ما أكتبه جدير بالقراءة؟

وأنهال نقدا على العديد من النصوص بعد كتابتها، وأحاول أن أكتب ما يغني القارئ، ويمنحه بعض المتعة العقلية والمعرفة".

فالكتابة صنعة شاقة تحتاج لأدوات وقدرة لغوية قابلة لنقل الفكرة بوضوح ويُسر.

فالكاتب عندما يشرع بكتابة موضوع فأنه يحاول التعبير عن فكرة دفعته للكتابة عنها.

حضرني ما تقدم، بعد أن وجدتُ عنوانا جذبني لإهتمامي بالموضوع الذي أشار إليه، وحسبتُ أنه سيغنيني عن البحث وسيزودني بمعلومات مفيدة، فطبعتُ المقال الذي ملأ خمسة صفحات، وحالما بدأت بالقراءة أصابني النفور، وكلما تواصلت إزداد نفوري وحيرتي، وأجبرتُ نفسي على القراءة حتى الختام، وما فهمت من المقال شيئا مهمّا، وما عرفت ماذا أراد الكاتب أن يقول، فالعنوان مشوّق، لكن المقال مكتوب بأسلوب معقد وبآلية أكاديمية جافة خالية من قدرات وضع الفكرة في كلمات تعبّر عنها وتبسّطها!!

فلمن نكتب؟

هل نكتب لأنفسنا، ونحسب ما نكتبه هو الرائع الأصيل؟

هل نحترم القارئ فيما نكتبه؟

علينا أن نتساءل، فالكتابة ليست حشو كلمات ورصف عبارات وإطناب وإسهاب، مع إغفال للقارئ وإهمال لحقوقه في التمتع بما يقرأ .

وهي مهارة وفن، وعلى الكاتب أن يسعى جاهدا لإستيفاء شروطها ومقوّماتها، ليأتي بما هو نافع وجديد، و "خير الكلام ما قلّ ودل"!!

فهل لنا أن نكتب بقلم مسؤول وعقلٍ سليم!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم