أقلام حرة

هل الأمة مصابة بوعيها؟!!

صادق السامرائيلو سألت مُتبجحا بالمعرفة عن أسباب ما تعانيه الأمة، لقال أن مصيبتها بما فعله فلان الفلاني قبل عدّة قرون، ومنه توارثنا منه ديدن ويلاتنا!!

وهذه الأقوال مبنية على كتابات لا يُعرف لها أصل ولا دليل ثابت، وأكثرها مقصودة للنيل من الأمة ويعتمد عليها الكثيرون لتبرير ما يدعون إليه.

فالأمم ليست بماضيها وأحداثه وحسب، الأمم بحاضرها ومستقبلها، وما تقوم به أجيالها المتفاعلة مع زمانها ومكانها.

الأمم المنشغلة بالحاضر والمستقبل غير الأمم المهووسة بالماضي، وأمتنا تتقهر إلى ما وراء الوراء، وفقا لبرامج وآليات يتم التعبير عنها وتعزيزيها وإقرانها وتسويغها، لكي تبقى فاعلة في تنضيب الطاقات وهدر القدرات.

فماذا ستنجز الأمة من الغوص في تأريخ أكثره مكتوب بدوافع سياسية مغرضة؟!

وماذا ستستفاد الأجيال من تكرار ذات الحالة ، التي تشحذ الإنفعالات السلبية وتطلقها كالنيران بين البشر؟

لماذا بعضهم لا يتقون الله  فيما يقولونه ويفعلونه؟!

لماذا لا يتعقلون ويمعنون بغفلتهم وتأجيجهم للعواطف، وتأمينهم لمنطلقات النفوس الأمّارة بالسوء؟!

لماذا ما تغيرت إتجاهاتهم، ولا تمكنوا من العمل الصالح للأمة ووحدتها وقوتها، وشد أزرها وإعتصامها بحبل الله المتين؟!!

إنّ ما يقومون به تقويض لأسس الوجود السليم لأي مجتمع وأمة، فلا توجد أمة مستنقعة بماضيها كأمتنا، ويستثمر بهذا التعفن أعداؤها، والعديد من أبنائها المغفلين السادرين بغي مبين.

فهل للأمة أن تستفيق من سكرة الوعيد؟!!

وهل لها أن تؤمن بحاضر جديد؟!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم