أقلام حرة

مع سبق الاصرار.. مسلسل حرق الزوجات!!

"اتقوا الله في النساء، فانكم اخذتموهنّ بامان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله"..صدقت يارسول الله

في ظاهرة هي الاعنف منذ بدء الحجر الكوروني، ظاهرة دخيلة على المجتمع، تقشعر لها الابدان ويهتز لها عرش الرحمن، قسوة مابعدها قسوة، وحشية ودونية وارهاب اسري ومجتمعي فاق التصور، يندى له الجبين ويدق ناقوس الخطر على اعنف الجرائم الاسرية مع سبق الاصرار والترصد.

لا يكاد يمر يوم حتى نسمع بفاجعة جديدة، تدفع ثمنها زوجة عشرينية في مقتبل العمر، دفعتها قساوة الظروف لان تكون مادة للتعنيف على يد من انتزعت الرحمة والرافة من قلوبهم.

ان اقدام الزوجة الصغيرة السن على حرق نفسها تعد جريمة انسانية بحق المجتمع ككل وخطا فادح بالمنظومة الاخلاقية والدينية التي يشارك فيه عدة اطراف اولهم اهل الزوجة ثم "الزوج الفاشل" الذي اما ان يكون مريضا نفسيا او على درجة من الاجرام او منحط خلقيا مستهترا بحقوق الله، ليدفع زوجته من خلال الضغوط النفسية التي يمارسها هو واسرته على هذه المخلوقة الضعيفة التي تقاسي الامرين من اجل ان تربي اطفالها وتحافظ على سمعتها كزوجة وام ناكرة لذاتها وانسانيتها من اجل ان تستمر الحياة بكل قساوتها، باجواء مشحونة بالسخط وعدم الرضا والتعنيف، والادهى ان يقوم الزوج بحرق زوجته واطفاله لاجل نزوة او رغبة او انحطاط خلقي وانعدام للضمير الديني والاخلاقي، فلا يتوارى عن اضرام النار بزوجته وفلذات كبده استجابة لنزواته الدنيئة، او لان شئ ما اغضبه واخرجه عن السيطرة، هذا الزوج الذي يخجل ان يغازل زوجته ويلاطفها ولو بكلمة طيبة امام الاطفال، لكنه لايخجل ابدا من سبها وضربها وتعنيفها، وتعويقها، بل وقتلها اما م الاطفال، او ان تقوم ام الزوج التي بدلا من ان تكون الحضن البديل والملاذ الامن، تقوم باضرام النار بكنتها مكشرة عن انيابها الكافرة وتربيتها الدونية، زاهقة للنفس التي حرم الله قتلها، معتلية عرش الاجرام وبجدارة.

الكارثة اكبرمن التستر عليها، او غض الطرف عنها لانها باتت ظاهرة تهز المجتمع من الجذور، لان استساغة الاجرام وتبريره يجب ان يردع باقسى العقوبات، لا ان يترك الحبل على الغارب لمثل هذه الجرائم، فالزوج اقترف الجرم، والزوجة توفاها الله، ومال حال الاطفال الايتام!

سيودعون حتما الى دار الايتام في احسن الحالات، او يتلقفهم الشارع فاتحا ذراعيه ليمدهم بالرذيلة.

تعزى اسباب انتحار الزوجات او اغتيال الزوجات ان صح التعبير الى:

-ضعف الوازع الديني وبالتالي ضعف الوازع الاخلاقي الذي يزين للمرء ان يقوم بما تامره نفسه الامارة بالسوء دون قيد او شرط لان"راس الحكمة مخافة الله"

-اسباب اقتصادية : اهمها فقر الحال الذي يجبر الزوجين على العيش مع الاهل لعدم مقدرتهم على متطلبات الحياة.

-اسباب اجتماعية:وهو تسلط الاهل واجبار الابن على العيش معهم حتى وان كان في البيت الواحد عدد من الاخوة وزوجاته واطفالهم، وللاسف هذه الحالة موجودة في كل شرائح المجتمع ليس لها علاقة بالفقر والغنى، بل الانانية والتسلط يحكمان هذه الزيجات.

-الجهل والتخلف وقلة الادراك الذي تعاني منه شريحة لاباس بها من الناس، وخصوصا بعد الانفلات الكبير الذي الم بالمجتمع نتيجة تفشي الامية والتسرب من المدارس بحثا عن لقمة العيش باي طريق.

ان السكوت على هكذا جرائم تضع المجتمع والمنظومة الاسرية على المحك، طالبا ومطالبا بحقوق تضمن حياة الزوجة والاطفال كحد ادنى للحياة وواجبات يقوم بها الزوج لضمان ديمومة تلك الحياة بعيدا عن التعنيف الذي لاطائل منه سوى الموت والخراب، والا فالعدول عن الزواج افضل بكثير من زواج معاق غير قادر وغير مسؤول عن توفير الحماية لزوجة وهبها الله كل النعم لتحيا وتعب عليها الاهل لتكون لا ان يُكفر بها ويُستهتر بحقها في الحياة.

"ياايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا"..النساء -1-

 

مريم لطفي

 

 

في المثقف اليوم