أقلام حرة

هل عندنا مستشفيات؟!!

صادق السامرائيالمستشفى موضع العلاج والجد والإجتهاد على راحة المريض ورعايته لتحقيق الشفاء، ومستشفياتنا المسماة جزافا كذلك، لا تقترب من المواصفات والمعايير المعمول بها في مستشفيات الدنيا، ولا تخضع للرقابة والتقييم الدوري الذي يساهم في المحافظة على مستوى إنجازها، وأدائها بما يتوافق مع الضوابط المقرة في لوائح منظمة الصحة العالمية.

فما نسميها بالمستشفيات في بلداننا لا تنطبق عليها تسمية المستشفى في الدول المتقدمة، لأنها عبارة عن بنايات تفتقر للمعايير والمقاييس التي بموجبها تستحق البناية تسمية مستشفى.

ولا توجد في العديد من مدننا مستشفى ذات قيمة علاجية وشفائية وتعليمية تستحق التقدير والنظر، وهذا الواقع الصحي الغريب ناجم عن فقدان قيمة الإنسان وضياع معناه ووجوده في الحياة، لأنه تحوّل إلى رقم أو شيئ، فلا داعي للإهتمام به وتوفير الرعاية الصحية المعاصرة له.

فقيمة الإنسان يمكن تقديرها بمدى تقدم الخدمات الصحية في بلاده.

ومعظم وزراء الصحة من الجهلة في الإدارة والقيادة والإطلاع على مواصفات المستشفيات، وينشغلون بموضوعات تضر الرعاية الصحية ولا تنفعها.

ولو تساءلتم عن منجزات وزراء الصحة لتبين لكم أنها لا تتجاوز خيمة الفساد وظلاله التي يتنعمون بها.

وبما أن المعايير والمقاييس غائبة أو مجهولة، فأن النظام الصحي يمضي من سيئ إلى  أسوأ، ولا يمكنه أن يتقدم ويعاصر، فالقيادات الجاهلة لا تستطيع أن تستوعب إرادة الحركة والحياة.

وواقع المستشفيات أسوأ منه قبل عدة عقود، فلو أخذتم أي مستشفى ونظرتم حالها لتبين لكم بأن الخدمات فيها قد تقهقرت وتداعت إلى الحضيض.

ويبدو أن منظمة الصحة العالمية ربما لا تتفاعل مع الدول بخصوص هذا الموضوع المهم، ولا تُخضِع المستشفيات إلى المراقبة والمتابعة والتقييم، وعليها أن تعيد النظر في نشاطاتها وتنطلق نحو توفير المستشفيات اللائقة بعلاج الإنسان.

فهل أن مستشفياتنا تقترب من المعايير العالمية لمعنى المستشفى؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم