أقلام حرة

الإسلام ثورة مطلقة فكيف يكون سببا للتخلف؟!!

صادق السامرائيأحد الأخوة واجهني هذا الصباح برسالة مفادها.. "الإسلام سبب تخلفنا"، مما دفعني للتعليق عليها بهذه الكلمات!!

القول بأن الإسلام سبب تخلفنا من الطروحات التي تم بثها في واقع أمتنا منذ بداية القرن التاسع عشر للنيل من وجود العرب والمسلمين، لأن القوة الحضارية التي أوجدها الإسلام لا تضاهيها قوة في التأريخ، ولا تزال كامنة في بلاد العرب والمسلمين، ويجتهد أعداؤهما لإخمادها وتبديدها والنيل من مسارها الذي عليه أن يشرق وينير.

الإسلام إرادة تقدم ورقاء وإيمان بوحدة الوجود الكوني، وإنتماء واضح وصريح للإنسانية بمعانيها النبيلة السامية.

الإسلام روح أمة وفيض رحمة وتفاعل إبداعي معرفي يستند على التعقل والتفكر والتدبّر والتبصّر، وهو النور الذي يسعى للتواشج مع الأنوار.

فالذين يقولون بأن الإسلام سبب تخلف الأمة يسعون إلى تدميرها، ومحاربة الإسلام بالتقليل من أهميته، ومحق آثاره ودوره في صناعة الكينونة السامقة، التي وصلت إلى ما هي عليه من التقدم والرقاء.

فالإسلام بروحه عندما كان نورا مشرقا في الأرض إنطلقت فيه ومنه الإبتكارات والإختراعات والرؤى والنظريات العلمية، التي حرّكت العقل وفعّلته وأخرجته من الظلمات، وألقت به في محيطات الأفياض المعرفية المتوهجة، فكانت أوربا التي غابت في عصورها المظمة لقرون، ولولا الأنوار الأندلسية الثاقبة لما تزحزحت من قيعان ويلاتها السوداء.

والحقيقة التي يتغافلها أعداء الإسلام أنهم لن ولن يتمكنوا من إطفاء نوره، ولن ولن تنجح جهودهم مهما تعاظمت وتفانت وإستحضرت قدراتها التكنولوجية والعلمية، للقضاء على روحه وإيقاف نبض قلبه الإنساني المتناغم مع إرادة الحياة.

الإسلام رسالة خالدة في أعماق الإنسانية، وضوء ساطع منير يمتد وينتشر، وينير ظلمات النفوس والرؤوس، ولسوف يسود ويقود بجوهر ما فيه من طاقات الإدراك، وسلاف المعاني السلوكية اللازمة للديمومة فوق التراب.

فكن أيها المسلم فخورا بالإسلام، ولا تتوهم أنه قوة شدّ إلى الوراء فهو طاقة توثب وإقدام!!

فهل من تعليق أفضل مما تقدم؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم