أقلام حرة

العمامة والحجارة!!

صادق السامرائيلكي لا يختلط الأمر على القارئ، فالعمامة المقصودة هي المرائية المنافقة المتاجرة بالدين، والتي تعبّر عن نوازع ودوافع النفس الأمارة بالسوء بإسم الدين، ولهذا فهي دمرت الدين وما يتصل به من قيم ومعايير إنسانية رحيمة.

 أما قلوب أصحابها ".. فهي كالحجارة أو أشد قسوة.."!!

وهذه العمامة بأنواعها ودرجاتها وألوانها قد تكاثرت واستشرت وأمعنت بتخريب البلاد وإفساد العباد، وهمّها أن تستحوذ وتعتاش على مقاساة الآخرين، وهي تلهج بأنها تمثل الدين، وتغنم من فضل ربّها الذي لا تعرفه بسلوكها..

عمامة فساد وبغضاء وشرور وكراهية، وعدوانية على المثل والقيم والأخلاق والمبادئ، وما يتصل بالرحمة والأخوة الإنسانية والتفاعل الرؤوف بين الناس.

وتجدها في المنابر ومحطات التلفزة والإذاعات، وفي الصحف والمواقع ووسائل التواصل الإجتماعي كافة، وقد تبرّجت بدين، وما هي إلا من أعوان الشيطان الرجيم، ومترجمة لنوايا الذين يطمعون بتدمير الدين القويم.

والعلاقة واضحة بين تكاثرها وتنامي دورها، وبين الفساد والتحلل الأخلاقي، وتزايد العدوان والتصارع ما بين أبناء الدين الواحد، وهناك علاقة طردية بينها وبين تعاظم أعداد الفقراء والمساكين والمقهورين بالحاجات اليومية، وهي تقوم بدور المخدّر أو المضلل الذي يمنع المقهورين والمظلومين من المطالبة بحقوقهم الإنسانية المشروعة.

فهم الذين يروجون بالفتاوى للمفاسد والمظالم والمآثم والخطايا، ويتبجحون بأنهم يتصرفون وفق الشرع المفصل على مقاسات رغباتهم وتطلعاتهم الغريزية الدونية الطباع والتطلعات.

وهؤلاء يضعون على رؤوسهم المتحجرة عمامة الفسق والفساد، ويطلقون لحاهم ظنا منهم بأنهم يخادعون رب العباد، وما يخادعون إلا أنفسهم وهم في غفلتهم يعمهون، ومن السحت الحرام يغنمون.

قد يقول قائل أن فيما تقدم عدوان على العمامة، بل أنه تعبير عن واقع حال مرير صار الدين فيه مطية لكل دجال مضلل أثيم!!

إنهم بيت الداء الوخيم الأليم!!

فهل وجلت قلوبهم بذكر الرحمان الرحيم؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم