تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: مشكلة تأريخية!!

هناك مراحل أساسية في مسيرة الإسلام لم يتم الإقتراب منها بموضوعية وعلمية، كفترة تواجد النبي في المدينة (10) سنوات، وفترة الخلفاء الراشدين (30) سنة، وحياة النبي قبل النبوة وفي مكة، التي لا يوجد الكثير عنها، ولا مدونات للقرآن حال إملائه على كتاب الوحي.

أين ذهبت الأدلة والوثائق؟

فالسائد سطوة (قال)، التي فاقت المنطق وقضت على المعقول، وتسيّد المقدس، فكل شيئ محفوظ في الصدور.

فتنسب أقوال للرموز، لو جمعناها وقيمنا ما فيها من الأفكار والرؤى، لتبين أنها بحاجة لوقت لتنضج عند قائلها، مما يعني أنها تستوجب أضعاف عمر المنسوبة إليه.

وتجدنا أمام مدونات محكومة بالمداد المقدس، وما تحقق إنجازه منها بعد أكثر من قرن هو الصحيح والصائب وغيره بائد.

وهنا تظهر إشكالية لأن المصادر المعتمدة قولية، ولا توجد براهين وأدلة مدونة وراسخة يمكن الإعتماد عليها.

والقول المنقول بين الناس يتعرض للتحريف لطبيعة الذاكرة، مما يعني أن في كل قول نسبة من الخطأ والصواب، ولا يُعرف لماذا صار المنقول يميل للصواب لا غير.

هذه الإشكالية خطيرة وأسهمت في إجبار قادة الدولة العباسية الأوائل لإيجاد حل لها، فكان لابد من إنطلاق التدوين وبناء التراث المطلوب، الذي على الأجيال أن تتواصل على سكته.

فلو لم يتم الشروع بالتدوين، وهذا أعظم إنجازات الدولة العباسية، لما بقي أثر.

كما أن أعظم إنجاز في دولة الخلفاء الراشدين هو جمع القرآن وتدوينه، ولولا هذه الخطوة الفذة لما توارثنا القرآن.

وتبقى أسئلة كثيرة بلا أجوبة، منها لماذا لا توجد مدونات في مكة والمدينة وهناك مَن يجيد الكتابة.

لماذا أغفل المسلمون أهمية التوثيق، والتدوين معروف في جميع الحضارات القديمة، والديانات الأخرى في الجزيرة.

ويأتي في مقدمة القادة الذين أغفلوا التدوين ربما معاوية بن أبي سفيان، فهو يقرأ ويكتب ويوصف بأنه كان من كتاب الوحي في آخر عهد النبوة، وتبقى أسئلة وحسب!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم