أقلام حرة

القِطْزيّة!!

صادق السامرائيالقطزية نسبة إلى "قطز" الذي حكم مصر لأقل من سنة واحدة (1259 - 1260)، الملقب بالملك المظفر سيف الدين، إسمه قطز محمود بن ممدود بن خوارزمشاه.

ولد في (2\11\1221) ببلاد ما وراء النهرين، وأغتيل بالصالحية في مصر في (24\10\1260) من قبل الظاهر بيبرس، بعد خمسين يوما من نصره الذي غيّرَ مسار التأريخ.

والقطزية إرادة أمة تتجمع في فرد مؤمن مغوار ينقذها من رقدة العدم.

وقد تجسدت هذه الإرادة الملحمية الإيمانية المطلقة في شخص السلطان "قطز"، وبموجبها إنتصر على التتار في معركة "عين جالوت" (3\9\1260) أي بعد أقل من سنتين من سقوط بغداد.

إذ خرج بحيش لا يمكن مقارنته بجيوش التتار، لكنه مسلح بإيمان مطلق بالله، وبأن الله سينصر عبده، ولا ينقض عهده، فكان له نصرا مبينا، وفتحا أمينا، وهزيمة نكراء لهولاكو وجنده، لم يتحمل هوانها فمات بقهره وذله بعدها!!

تلك المعركة الأسطورية التي لم يفها التأريخ حقها، لأنها نور وأنوار، وإرادة أمة تجلت بصيحات أللهم أنصر عبدك وجندك على المارقين.

إنها معركة إنتصار حق على باطل، وإيمان على غادر، وتعبير عن صوت الله الإيماني الهادر.

القطزية حالة تتكرر في الأمة، وأظنها قد إقتربت من ظهور قطزها الذي سيعيد لها جوهر ما فيها من الإقتدار.

وإن النصر من عند الله، للذين عاهدوا الله وصدقوا، والله صادق وعده!!

فلماذا لا يوجد في الأمة ما يشير إلى "قطز"؟!!

ولماذا لا تستلهم الأجيال روح "قطز"؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم