أقلام حرة

الجذور تأكلنا!!

صادق السامرائيمسألة البحث في جذور العلة والمعضلة والمشكلة تهيمن على سلوك المفكرين والمحللين والمهتمين بشؤون الأمة، منذ قرن ويزيد، وما قدموا مشروعا للأخذ بها إلى صراط القوة والإقتدار والتفاعل المعاصر المنير.

أمة سبقت العديد من الأمم حتى في القرن العشرين، لكنها تراجعت القهقري، وصارت تعتمد على غيرها في حاجاتها ومتطلبات عيشها، وما عندها سوى ما يمنحها التراب من النفط، الذي شلّها وأعقم ألبابها واعتقل إرادتها في بئر مظلم.

ولا يمكن تفسير سلوك مفكري الأمة وإيغالهم بالنبش في التراب، والبحث عن الجذور في متاهات التصورات والإفتراضات، وعندما يقنعون أنفسهم بأنهم قد أمسكوا بجذور الحالة المعنية، تجدهم ينتهون إلى لا شيئ!!

أي أنهم لا يقدمون ما ينفع، وينقطعون عن سيقان وأغصان الوجود القائم من حولهم، وكأنهم يجتهدون بقطع الجذور وتمويت ما هو طالع منها!!

بينما بديهيات الأمور تستدعي التفاعل مع السيقان والأغصان، وإبتكار مهارات تشذيبها وتقليمها وتطعيمها ومُداراتها، وتنشيط إثمارها وزيادة عطائها.

وهذا ما أغفله جميع المهتمين بمحنة الأمة من مفكرين وفلاسفة، ولذلك لم يساهموا في تقويتها ومساعدتها على التفاعل المقدام المتوافق مع عصرها.

فإلى متى سنبقى نتفاعل مع جذور لا نراها، ونتجاهل ما هو قائم وفاعل في وجودنا؟!!

إن الحياة تستدعي إعادة النظر فيما فيه يعمهون!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم