أقلام حرة

سلوك التناسف!!

صادق السامرائينسفَ الشيئ: إقتلعه من أصله وفتته وهدمه.

هاتفني زميلي وبعد تواصلنا في المكالمة، سألني عمّا أسمع وحسب أني أجالس التلفاز، فقلت له أتابع كتبا مسموعة، وألح أي كتاب هذا الذي تستمع إليه، فقلت له لكاتب مصري، كنت أقرأ له في صباي والآن أعيد متابعته!!

ورحنا نتذاكر لمن قرأنا في مرحلة المتوسطة والإعدادية، وما إستحضرنا كاتبا عراقيا واحدا، وإنما إنهالت أسماء الكتاب المصرين، مصطفى محمود، سلامة موسى، توفيق الحكيم، العقاد، طه حسين، المنفلوطي، نجيب محفوظ، يوسف إدريس، إحسان عبد القدوس، وغيرهم من الكتاب المعروفين الذين قرأنا لهم.

وعندما تساءلنا لماذا؟

رأينا أن الأخوة المصرين يصنعون رموزهم، ويتفاعلون بقدرات ثقافية وحضارية ذات قيمة معرفية مؤثرة في الأجيال، فهم يؤهلون بعضهم ويلدون الأسماء الممثلة للمعارف والعلوم بأنواعها.

فنجيب محفوظ من صناعة سلامة موسى، والكثير من الكتاب المرموقين من صناعة مَن سبقهم، الذين حملوا رسالة المعرفة والثقافة للأجيال.

بل حتى محمد عبدالوهاب كان من صناعة أحمد شوقي!!

أما نحن العراقيون فلدينا القابلية والإستعداد لنسف بعضنا، ولا يمكن للواحد منا أن يساهم في صناعة غيره، ولهذا لا توجد عندنا رموز ثقافية تستطيع أن تلد أسماءً مؤثرة في ثقافة الأجيال.

نحن العراقيون أعداء بعضنا، والواحد منا يقول "أنا وحسبي أنا ولا غيري"!!

هذا واقع حالنا المرير الذي يفرض طغيانه على وجودنا، ونقاسي منه، ونتواصى بالعدوان على بعضنا ونحن في أوحال الخسران!!

فهل لدينا قدرات تكاتف وتفاعل وإستثمار بطاقاتنا؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم