أقلام حرة

العروبة والعربية!!

صادق السامرائيالعروبة هوية العرب، والعربية جوهر الهوية وعنوانها وفيضها المعبر عن ذاتها وكيانها، ومهماز وجودها وقوتها وقدرتها على التواصل والعطاء الأثيل.

والعرب أمة أصيلة المنبع والنسب، وتعرب بلغتها العربية، وفيها علم الإعراب الذي يميزها عن غيرها من اللغات.

فالعروبة والعربية قبل الإسلام، وتحققت رسالة الإسلام بتثوير جوهرهما وإطلاق قدراتهما الفياضة الأنوار.

والعربية قد بلغت ذروتها البلاغية والتعبيرية والنحوية قبل سطوع وهج إقرأ في غار حراء، وتنزّل الفرقان بلسان عربي مبين، فأصبحت العربية فيض السماء المتجلي في قرآن.

ولكي تطمس الهوية عليك بمحاربة العروبة، ولكي تغيّب القرآن عليك بالنيل من العربية وإضعافها، ليتحول القرآن إلى رسم مهجور، لا يفقهه  الذي يقرأه، وبهذا يتحقق الإجهاز على الدين.

فالإسلام قوته بلغة الضاد لأنها لغة القرآن، ولكي تكون مسلما وتعبّر عن معاني الدين عليك بالعربية، وإن ضعفت عربيتك وأنت العربي، فأن إسلامك ضعيف وقد تتحول إلى عدو لدينك.

ووفقا لمناهج إضعاف الأمة والدين، تجدنا في أوضاع يتم الإجهاز فيها على العروبة والعربية، وتفريغ الدين من جوهر محتواه وأعمدة قوته، وقدرته على التفاعل الحضاري مع الحياة، وذلك بإشاعة الطائفيات والمذهبيات، والتفاخر بالعُجمة، والنيل من لغة الضاد، وتسويغ الإستهانة بها، وتضعيف التعبير والنطق بها، والدفع بلغات أخرى لتحل محلها، وبذلك يفقد العربي هويته ويقضي على ذاته.

فلا دين قويم بلا عروبة وعربية، والعرب حملة رسالة سماوية تنزّلت بالعربية، فكيف بهم لا يعزّون لغة القرقان، وتجدهم يعادون الفصاحة والتعبير السليم بها، وقدوتهم في التخطيل والتعبير الضعيف قادة وحكام، لا يستحون من النطق بلسان أعوج مُهين!!

فاحفظوا العروبة والعربية ليستقيم الدين ويبقى قويما!!

 

د. صادق السامرائي

3\11\2020

 

 

في المثقف اليوم