أقلام حرة

ماذا لو إختفت الأقلام المستأجرة؟!!

صادق السامرائيالأقلام المستأجرة تؤذي الأمة لأنها تعبّر عن لسان حال أعدائها، فتوهم العرب بأنهم أمة بلا قيمة ولا دور، ومستهلِكة وعالة وتمزقها الحروب ويعصف بها الجهل والتخلف، ولا يضر الدنيا غيابها.

وأوربا مزقتها الحروب لمئات السنين، وأمم أخرى عاشت حروبا طويلة وقاسية، فلماذا تلصق هذه التهمة بأمة العرب لوحدها؟!!

والعديد من الأمم نخرها التخلف والجهل وعاث فيها دمارا إلى عقود قريبة، وتمكنت من التحامل على عللها وتخرج من مستنقعات ويلاتها القاسية.

والقول بأن العرب خارج المعادلة الحضارية المعاصرة فيه زور وبهتان، فالعرب لهم ثقلهم الحضاري والجغرافي والإقتصادي، ولهذا تستهدفهم القوى بأنواعها لتستحوذ على ثرواتهم الطبيعية المتنوعة، ولتتمكن من الهيمنة على منافذ التجارة العالمية.

قد نأتي بأسباب متعددة لما حصل في البلاد العربية، لكن أكثرها بمساندة القوى الطامعة فيها، لأهميتها ولدورها العالمي الأساسي، ويأتي في مقدمتها الأنظمة المستبدة التي لا تنفرد بها أمة العرب، فهناك العديد من الأنظمة الإستبدادية المعاصرة في مجتمعات أخرى.

قل ما شئت واسطر ما تريد من الأسباب، ومعظمها مدعومة من القوى الطامعة فيها، والجديد في الأمر أن هذه القوى أخذت تجند من أبناء الأمة مَن يمررون مشاريعها وبرامجها، ويحققون أهدافها بوقاحة وتفاخر، وبلا خسائر تذكر.

ولهذا تجدنا أمام أقلام ممولة تكتب بلغة العرب لتوهمهم بما ليس فيهم.

القول بالتوصيفات السلبية على العرب وبتعميم أعمى لا يتوافق ومعطيات الواقع، فالدول العربية إثنان وعشرون دولة، وإن عانت أربعة دول أو خمسة، لا يعني أن العرب جميعهم يعانون ويتقاتلون، فهذه فرية يُراد تسويقها لإجهاض الإرادة العربية، وقتل روح النهوض والإنطلاق.

فالعرب اليوم أكثر تعلما ومعرفة وإطلاعا ووعيا وقدرة على التحدي والإنطلاق الحضاري السديد، وكلما إزدادت قدراتهم إشتدت عليهم الصولات من قبل أعدائهم، لكنهم صامدون وسينتصرون حتما، فهذا ديدنهم، ولو كره الكارهون!!

فهل من أقلام تكتب بمداد روح الأمة لا بزقوم أعدائها؟!

 

د. صادق السامرائي

8\12\2020

 

في المثقف اليوم