أقلام حرة

حارس المال يبيع الأجيال

جليل المندولاييقول وزير المالية العراقي "الذي يمتلك الجنسية البريطانية" محمد توفيق علاوي إن: "من غير الصحيح أن يكون ذوو الدخل المحدود أكثر المتضررين من تغيير سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار لأن قيمة إيجار المساكن وسلة المواد الغذائية لن تتغير إلا لمن يشترون أشياء مستوردة".

وبناء على حديث سيادة الوزير نود أن يوضح لنا "كمواطنين لا نحمل سوى جنسية العراق" إذا كان سيادته قد كلف نفسه عناء التجول في أسواق البلاد كي يدلنا على سلة من المواد الغذائية "غير المستوردة" والتي إذا اشتراها ذوي الدخل المحدود فلن يتأثروا بتغيير سعر الصرف، ونحن نتحدث عن الأسواق في بلادنا وليس أسواق البلد التي يحمل جنسيتها فنحن نعلم إنها لا تحتوي على سلعا عراقية..

إذا قال إن هذه السلع موجودة وبكثرة فجوابه لا يحتمل إلا تأويلين إثنين لا ثالث لهما، إما أن يكون قد اختلط عليه الأمر وتحدث عن سوق بوكس بارك في لندن بدلا من سوق الشورجة ببغداد وهذ الأمر لن يكون بغريب طالما هو لا يميز بين أسواق لندن وبغداد.. أو التأويل الثاني إنه لم يزر أي سوق في بغداد وبالتالي تعظم المصيبة ويكون قد نقل معلوماته عن صندوق النقد الدولي أو ربما من مصدر مقرب منه شخصيا، وهنا رزية ما بعدها رزية، حيث إن جميع المقربين لسيادة وزير المالية بدءا من عائلتة و.. يسكنون في بريطانيا "العظمى"..

سيدي الوزير.. الفقير سوف يسحق بإبداعاتك التي لا يتحملها المواطن البسيط، فانظر مثلا سعر بيض المائدة المحلي قد ارتفع الى ما يقارب ضعف سعره ليصبح سعر أربع بيضات وفي بعض الأحيان ثلاثة بألف دينار وذلك لأن علف الدجاج مستورد ومعدات المفاقس مستوردة والدجاج نفسه مستورد، أنظر الى أسعار الخضار المرتبط انتاجه بأسمدة مستوردة ومعدات مستوردة، أنظر الى أسعار الملابس التي هي مستوردة أساسا أم تريد من الشعب أن يلبس أسمال لندن وباريس وستوكهولم والتي يتم تعبأتها في "بالات" حقيرة لتباع في أسواق "البالة".. سيدي الوزير كل شيء في أسواقنا مستورد حتى الملح الذي لا يمكن الاستغناء عنه في طعمانا مستورد وحكومات جنابكم السبب، فكيف تريد أن تقنعنا بأن الفئات الفقيرة لن تتأثر بتغيير سعر الصرف هذا إذا كنت تعلم ماذا تعني الفئات الفقيرة أصلا، لذا يؤسفني أن أبلغك بأنك تبيع بلدك الأم وعملته الوطنية بأعذار واهية ومبررات أوهى، وإنك مجرد بائع كبير للكلام لكن لم تخبرنا بعد إذا ما كنت تبيعه بالدولار أم بالدينار العراقي، بل إنك مجرد فاشل وتريد تمرير سياساتك الفاشلة التي سترميك في مقالع القمامة التي يمتلئ بها تاريخ هذه البلاد.

وأنت يا من وصفت نفسك بالشهيد الحي ها هو "عماد" يسرح ويمرح وهو يعبث بقوت الشعب فهلا رفعت سماعة هاتفك ولقنته درسا كما مثلت مع "عمادك" أم إن لكل مرحلة دور معين وإنك مشغول بعقد اتفاقيات واتفاقيات واتفاقيات.. متناسيا إن رئيس حكومة تصريف الأعمال ليس له إلا أن يتابع أمور البلاد الداخلية ويهتم لمشاكل الشعب ويترك عقد التفاقيات بل والأمور الخارجية لمن يعطيه الشعب ثقته في الانتخابات المقبلة، فعليك ألا تنسى إنك لم تحصل سوى على ثقة بعض اللصوص الذين اختلفوا فيما بينهم حتى وصل الأمر لك، فلا تفرح طويلا فما أنت ومن اتبعك إلا خاسر كبير تريد ارضاء أسيادك على حساب مصلحة هذا الشعب الذي لا تريدون بيعه فحسب، بل وبيع أجياله اللاحقة بسياساتكم التافهة، فإنظر.. فأن للشعب كلمة فصل..

 

جليل إبراهيم المندلاوي

 

في المثقف اليوم