أقلام حرة

الأمّة صارت أمّة!!

صادق السامرائيالأمّة معرفة والمُعرَّف يتبعه حال، وأمّة نكرة والنكرة تبحث عن صفات.

فالأمّة المُعرّفة كانت أحوالها واضحة وزاهية، وحينما تحوّلت إلى نكرة أخذت تبحث عن صفاتها المفقودة، فتقهقرت إلى غابر الأزمان المعرّفة بأل.

أي أن الأمّة لإنغماسها بالنكرة فقدت أدوات تعريفها!!

وأمّة منصوبة ساكنة جامدة تستهلك ما تنتجه الأمم الأخرى، فهي مفعول بها، والقاعل الأمم المعرّفة بإنتاجها وقدرتها على السيادة الإقتصادية والعلمية والثقافية.

الأمّة المُعرفة بإقرأ، أضحت أمّة جهل!!

الأمّة المُعرفة بنور صارت أمّة نار!!

الأمّة المُعرفة بأحد غدت أمّة لا أحد!!

الأمّة أمست أمّة!!

فالمُعرّفة تحولت إلى نكرة!!

والكتاب إلى كتاب!!

أمّة تنكّرت لذاتها وجوهرها، وخلعت أدوات تعريفها، وإستلطفت حياة النكرة، وصوت الأمّة يتردد في مسامعها، ويتمسك بهويتها.

أمّة أعرف لا تعرف!!

أمّة إقرأ لا تقرأ!!

الأمّة تهمة !!

فهل لأمّةٍ أن تكون الأمّة!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

في المثقف اليوم