أقلام حرة

حديث في العدائية

علجية عيشتنشأ العدائية عندما نُسَيِّسُ الثقافة ولا نُثَقِّفُ السِّّيَّاسَة، ما الحل؟ هي أسئلة تطرح نفسها في الحقل الثقافي، لماذا العداء بين المثقفين العرب؟ ولماذا ينتزعون النزعة العدائية في تعاملهم مع الآخر، أتكلم هنا عن المثقفين والمفكرين والمبدعين وليس رجال السياسة والحكام، والحروب القائمة بينهم من أجل أطماع سياسية لا غير.

تقوم العدائية  على جملة من النشاطات أو السلوكات حسبما عرفها علماء النفس والإجتماع، فمثلا أن يطلق جندي النار على جندي معاد في جبهة الحرب، إعدام سجين محكوم عليه بالإعدام، شخص يحضر في ذهنه خطة لإغتيال شخص آخر وغيرها من الأمثلة، وابرز ما يميز هذا النشاط هو صعوبة الوصول إلى قرار أو موقف يفصل بين الطرفان المتنازعان، ما أدى إلى استخدام هذا المصطلح في كل مجالاته حتى في المجال الثقافي، وقد نجده يتغير يتغير الظروف. والحالات

هو حالة المثقفين اليوم في ظل ما يحدث من صراعات بين أنظمتهم، لدرجة أنهم يتحولون إلى عنصر تدمير للآخر، لأنهم حملوا النزعة التدميرية، فيلجأون إلى إلحاق الأذى بالآخر سواء كانت أذى مادي أو معنوي، طبعا لا يولد الشخص عدائيا، وإنما هناك ظروف معينة تجعله عدائيا، يحدث هذا بين الجماعات داخل الأحزاب وداخل الأنظمة السياسية وفي العلاقات الدبلوماسية،..​

و قد اثبتت التجارب النفسية أن الفرد العدائي شخصية مريضة، وأنه يعاني من حالات إحباط، وهذا النوع من الشخصية لا يمكنه التكيف مع جماعة معينة، خاصة إذا كانت هذه الجماعة تعيش صراعات فيما بينها أو بين جماعة أخرى من خارج الإقليم الذي تعيش فيه، ولذا على المثقفين أن يؤسسوا لجماعة ذات روابط متينة تسعى لتكوين هوية اجتماعية وتعمل على الحفاظ عليها حتى لا يبقى مجال لإقصاء الآخر، أو النظر إليه بنظرة عدائية.​

 

علجية عيش

في المثقف اليوم