أقلام حرة

عام على عام!!

صادق السامرائيعندما إستدارت الألفية الثالثة كنا في حالة إنذار قصوى، وكان معي أستاذي نترقب عقارب الساعة، وكيف سندخل الألفية الثالثة، وكانت الوجوه واجمة والقلوب واجفة والقلق يخيّم على المكان، وتجاوزت عقارب الساعة الثانية عشر منتصف الليل وما حدث شيئ، وإنتظرنا وعقارب الساعة تتحرك حتى تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل، أخذ أستاذي نفسا عميقا وقال: إنها كأية ليلة، وغادر إلى بيته، وبقيت أرقب الليل وما سيحصل فيه في الساعات الأولى للألفية الثالية، التي أدخلت الدنيا في حالة طوارئ، وجاء الصباح وكان كأي صباح!!

تذكرت تلك اللحظات المترقبة ونحن نودع عاما قاسيا لندخل في عام آخر ربما سيكون أكثر قسوة منه، فالأوبئة تأسدت علينا، والتداعيات الأليمة تكالبت، والعالم يقف على شفا حفرة من النار والوعيد.

ومشكلة الدنيا أن للقرون طباع، ففي الربع الأول من كل قرن لابد للأرض أن تشهد ويلات جسام يموت فيها ملايين من البشر، لكي تتواصل الحياة فيما يتبقى منه، وهذه ظاهرة متكررة على مر العصور، فالحروب الفظيعة الشرسة تحصل في بدايات القرون ثم تتلاشى شئا فشيئا على مدى عقوده.

ويبدو أن هذا الربع الأول إن لم تحصل فيه حرب تمحق آلاف الملايين، فأن الأوبئة ستنتشر وستتواصل وستقضي على معظم البشر لتحافظ على التوازن المطلوب.

ومع ما يُراد إشاعته من تفاؤل وأمل، فأن ذلك يتعارض وطبائع القرون السلوكية، فلكل قرن قرابينه، وما يتوجب أن ياخذه من الأحياء لكي تتواصل الحياة فيه وتتقدم.

ولهذا يُخشى أن يكون العام الجديد نحسا وعدوانا علينا، إن لم تحصل فيه حرب تعيد الأمور إلى نصابها، وتمنح القرن اللهاب بعض متنفس وقدرة على الخطو بأمان وعلى مايرام.

إنها حالة مقلقة وتصورات تمليها ظواهر متكررة عصفت بمسيرة البشرية على مدى القرون.

فهل سينفع التطعيم ضد وباء؟

وهل أن هذا الوباء بداية لمشروع إبادة مليارية التطلعات؟

إن الأيام حبلى بالآتيات الجسام!!

أللهم إرأف وارحم!!

 

د. صادق السامرائي

30\12\2020

 

 

في المثقف اليوم