أقلام حرة

منتهى البدران: من وحي العيد

منتهى البدرانجاء العيد ورفرف القلب سرورا بمقدمه، وصدحت روحي بتساؤلات صاخبة بمدامع هادرة مع الحبيب الذي نترقب مجيئه مرتين كل عام ليغسل عن نفوسنا المثقلة بعض الوجع.

هل تبرئ الأعيادُ لهفةً جارفة للفرح تعصف بأفئدتنا؟!

هل ستطهّر قلوبَنا من ألمٍ ممض يجول في  فصول سنينا كلها؟!

هل سيجعل عصافيرنا تعود مغردة بعد أن أثكلها رحيلُ الحب عنها؟!

يا أيها العيد، هل جئت حاملا ما يروّي جدب مشاعرنا؟

يا تُرى فرحتُنا بمقدمِك هل ستَملأ فراغاتِ أيامِنا بأحلامٍ باتتْ متثائبة لم تحقِقْها تراتيلُ الكنائس، ولا طلاسمُ الخليفة، ولا دعواتُ الأمهات؟!

نفرح بصباحاتك أيها العيد، هل ستمكث تلك الفرحة أو أنها كحلاوة قطعة سكر تتلاشى بعد أن تذوب  بلعاب ألسنتنا العطشى لقول الشعر لمن يصغي؟!

عصافيرك التي تشدو في نفوسنا، هل هي عصافيرُ وفيةٌ، أو أنها سترحل مع كل الراحلين؟! مع الذين غنّوا لنا في ربيع البدايات وتصحرت أغاريدُهم عند النهايات؟!

بأي خطيئة تعاقبنا أي الفرح؟

بلهفتنا إليك، أو بوفائنا لذكراك؟  هل تؤاخذنا بذنوب قومنا، أو أنه الملل أصابك ممن رغب فيك، كعادة كثيرين عند الاطمئنان يملّون ويسأمون وتنطفئ جذوة اللهفة فيهم؟

لا شك عندي أنك كائن حي أيها العيد كالحب، تريد من يغذيك ويعتني بك، وكلما منعنا عنك العطاء تلاشيت بهدوء؛  لذا فإنك لو غبت عن دنيا القلوب الوالهة ستتحول إلى واحات مقفرة بعد أن كانت غنّاء.

يا من خلقتنا مالذي جنيناه كي تتلون أعيادنا بلون الدم؟ ونفوسنا بلون الألم؟

 

منتهى البدران

 

في المثقف اليوم