أقلام حرة

فاضل حسن شريف: كلمات في آيات قرآنية ليس معناها الدارج (مصرخكم، مصرخي)

قوله تعالى "ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ " (ابراهيم 22): أي لست بمغيثكم ومنقذكم، وليس معناها الدارج مناديكم أي من الصراخ والنداء. جاء في تفسير الميسر: بِمُصْرِخِكُمْ: بِ حرف جر، مُصْرِخِ اسم، كُمْ ضمير. بمصرخكم: بمُغيثكم من العذاب، بمصرخيّ: بمغيثيّ من العذاب، ما أنا بِمُصْرِخِكُمْ: بمغيثكم و منقذكم من العذاب. وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قال الله تعالى "وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ" ﴿ابراهيم 22﴾ "ما أنا بمصرخكم" بمغيثكم "وما أنتم بمصرخيَِّ" بفتح الياء وكسرها،

جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز وجل "مَا أَنَا . بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ" (ابراهيم 22) أي: ما أنا بمغيثكم ولا معينكم وما أنتم بمغيثي ولا معيني. وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل جلاله "ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ" (ابراهيم 22) الصارخ هو المستغيث، والمصرخ هوالمغيث، والمعنى أن الشيطان يقول غدا لأتباعه: ما أنا بمغن عنكم شيئا، ولا أنتم مغنون عني شيئا، وليست بيني وبينكم أية صلة.

جاء في موقع الولاية الصريخ لغة: (هو المغيث والمستغيث، فهو من الأضداد وفي المثل: عَبدٌ صَريخهُ أمَةٌ، أي ناصره أذل منه). الاستصراخ الإغاثة الاستغاثة بلا مغيث في قوله تعالى: "وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل" (فاطر 37). ومنه الصراخ وتعني الاغاثة، وتلبية الصارخ، ومنه قوله تعالى: "ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخيّ" (ابراهيم 22) وجاءت دلالة (يستصرخ) بمعنى يطلب النجدة في فزع ومنه قوله تعالى: "فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه" (القصص 10)، أي يطلب النجدة وهو في حالة فزع شديدة، نتيجة الرعب والخوف الذي نزل به.

***

د. فاضل حسن شريف

في المثقف اليوم