أقلام حرة

صادق السامرائي: التعويق بالقرآن!!

الصادق بنعلالالقرآن كتاب أمة مقدس رسم خارطة وجودها الحضاري، وبعثها لتكون رحمة ومنارا للعالمين، وبالقرآن تألقت وإنطلقت في رحاب أكون.

ويبدو أن كتابها الكريم يتعرض لإستهداف كبير يساهم به أبناء الأمة أنفسهم، وخصوصا مَن يسمون أنفسهم بالمفكرين والمثقفين العارفين الذين أخذوا يؤولون ويفسرون ويتمنطقون بالمعرفة القرآنية، ويحاولون تفكيك النصوص وبعثرة الآيات والكلمات، وما ينص عليه القرآن من أمهات الأفكار، وجواهر المكنون الإدراكي العظيم.

وتأتيك بين آونة وأخرى أيات مرتلات، وفيها دس وتحوير وإضافات ويغفلها العرب المسلمون، ولا يتحققون من صحتها ويساهمون بنشرها بين الناس.

ولشيوع الأمية القرآنية فأن المدسوس ينطلي على الناس، ويتحقق تداوله والتغني به، وهو عدوان على القرآن والدين.

ولا يوجد تفسير معقول لدعوات المفكرين للتركيز على القرآن، وتفكيك نصوصه وإعادة تفسيره وتأويله، وإعتباره السبب الرئيسي في معاناة الأمة، فلماذا لا ينظرون إلى أحوالها بمنظار آخر، وينحشرون في زاوية القرآن والدين، وما أسهموا في معافاتها من أي داء أصابها منذ أكثر من قرنين، ولا يزالون يتحركون على ذات السكة وبنمطية مقرفة لا تقدم خيرا للأمة.

نؤول القرآن ونفسره ونرفض كذا وكذا ونأتي بكذا، وما أنجزوه خراب ودمار، وتعضيل للواقع وتعطيل للعقول وتشويه للدين.

وتجدنا أمام كتب وكتّاب وأقلام منشغلة بموضوع واحد، وكأن الدنيا قد تجمعت في حالة واحدة، وأن الحياة في الدين، ولا حاضر مشحون بالتحديات ويطالبنا بإقترابات علمية، ذات قيمة إنجازية وعملية نافعة للدنيا والدين.

إنّ الأمم تقدمت بالعلم وليس بالدين، فجميعها ذات أديان ومذاهب ومدارس إعتقادية متنوعة، لكنها إتخذت العلم طريقا للتقدم والرقاء وبناء الحياة، فتألقت وتكوّنت بقدرات أبنائها وعزائمهم المتوقدة المتأججة بالجد والإجتهاد وأصيل العطاء.

فابتعدوا عن الذي كان ويكون، وتناولوا موضوعات ذات قيمة إنجازية، وقدرة على صناعة الحياة الأفضل!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم