أقلام حرة

صادق السامرائي: هل أن الدين علم؟!!

صادق السامرائيالعلم: أسلوب منهجي يقوم ببناء وتنظيم المعرفة في شكل تفسيرات وتوقعات قابلة للإختبار، ويتركز مفهوم العلم على المنهجية العلمية، فيقوم بدراسة البيانات ووضع الفرضيات لتفسيرها، وبإختبارها للوصول إلى معرفة قائمة على التجربة والتأكد من صحتها بدل التخمين.

الديني: منسوب إلى الدين، شديد التمسك بالقواعد المنطلقة من الدين.

الدين: العقيدة التي يؤمن بها المتدين بدين

العقيدة: ما عقد عليه القلب وإطمأن إليه

المسلم: من صدّق رسالة محمد وأظهر الخضوع والقبول لها.

فالدين تمسك بقواعد منصوص عليها بدين ما، ولا تقبل المحاجة والزعزعة، فهي تصديق بالقلب واللسان، ولا دخل للعقل بالدين، أيا كان ذلك الدين.

فالأديان في جوهرها تلغي عمل العقل، وتؤكد على التبعية والخضوع والسمع والطاعة وحسب، ولا تختلف جميعها في هذا الشأن.

والدين الذي أعطى قيمة للعقل ودوره في صناعة الحياة هو الإسلام،  الذي كانت معجزته عقلية صرفة، لكن معظم المسلمين سايروا باقي الأديان وأجهزوا على العقل وأبادوه.

والعلم أداته العقل الذي يلاحظ ويدوّن ويقارن ويدرس ويبحث ويجرّب، وينتهي إلى نتائج ذات أدلة مادية واضحة لا تقبل الشك والتخمين والظن.

بينما الدين كينونة راسخة تحنم على العقل إن تفاعل معها، لتعزيزها وتأكيدها وعدم المساس بها والشك فيها، فهو حالة لا تقبل التعرض للمساءلة العلمية والتجربة والإختبار.

إنها منطلقات راسخة ثابتة لا يمكنها أن تقبل القسمة إلا على نفسها.

ومن هنا فأن الدين ليس بعلم، والإسلام يحث على العلم وإعمال العقل، وما نسب لنبيه من أحاديث على أن الدين هو أفضل العلوم، تثير شكا لتعارضها مع العديد من الآيات في القرآن، التي تدعو إلى أن يكون العقل فاعلا.

فالدين من المفروض أن يشجع على العلم، لأن في ذلك إظهار لعجائب الله في خلقه، والتمعن بإعجازاته التي تدعونا للإيمان والتصديق بما أنزل على نبينا.

والعجيب في الأمر أن بعض المسلمين أنكروا العلم الذي تحققت به إرادتهم الحضارية، وشعت من خلاله أنوار دينهم، فعليهم أن يعودوا إلى العلم الحقيقي، ويتحرروا من وهم أن الدين هو العلم، ولا علم سواه، فهذا توجه باطل يناهض جوهر الدين.

فهل من علم جادٍ ينفع الدنيا والدين؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم